‏إظهار الرسائل ذات التسميات تنميه ذاتيه. إظهار كافة الرسائل

هكذا تفعل بنا المعتقدات

1 التعليقات
أنا: لو سمحت، أريد شامبو مضاد للقشرة
الصيدلي: النوع الفلاني جيد جربه
أنا: طيب هات

بعد أن أحضر لي عبوة نظرت فيه فلم أجد مكتوبا عليه أنه مضاد للقشرة

أنا: ولكني لا أجد مكتوبا عليه مضاد للقشرة
الصيدلي: ولكنه ممتاز ومجرب

نظرت مرة أخرى للعبوة وأمعنت النظر فلم أجد أي شيء يدل على ذلك!!

أنا: ولكنه غير مكتوب عليه
فأحضر لي الصيدلي عبوة أخرى وقال: انظر مكتوب عليه مضاد للقشرة

فأصبت بالذهول!!

confused2.jpg

نظرت مرة أخرى في العبوة التي في يدي فوجدت مكتوبا بخط واضح جدا (شامبو مضاد للقشرة)
اعتذرت للرجل وأخذت العبوة وخرجت

ياترى ما هو تفسير الذي حدث في هذا الموقف؟
كثيرا ما تتكرر معنا هذه المواقف، فما هو تفسيرها؟
ما حدث معي في الموقف السابق هو أني عندما نظرت إلى العبوة لم ألتفت لجملة (شامبو مضاد للقشرة) ... فتكون عندي اعتقاد في لحظتها أن العبوة غير مكتوب عليها أنه مضاد للقشرة
فلما نظرت مرة أخرى وأنا أحمل هذا الاعتقاد لم يلتفت عقلي لهذه الجملة لأنه يعتقد أنها غير موجودة!

كثيرا ما تحدث أيضا عندما يُطلب منك أن تحضر الملح من المطبخ ثم تذهب لتحضره فتقول وتؤكد أنه غير موجود في المطبخ
ثم يأتي شخص آخر ليقول لك: ها هو أمامك يا أعمى!

هذه المواقف البسيطة توضح لنا مدى قوة الاعتقاد في حياة البشر

فكم من اعتقادات سلبية اعتقدناها في أنفسنا تسببت في عمانا عن قدراتنا والفرص والتي أمامنا؟
وكم مع اعتقادات إيجابية اعتنقناها فوجدنا الفرص أمامنا تأتينا من كل مكان؟

يحلو لأنتوني روبينز أن يسمي اعتقادات الناجحين بأكذوبات النجاح!
يقول روبينز أنه يمكنك أن تتبني المعتقدات التي تساعدك على أن تصبح شخصا أفضل ولا يهم إن كانت هذه الاعتقادات صحيحة أم خاطئة، صادقة أم كاذبة، ولكن المهم أنها مفيدة وليست ضارة.

فماذا يضرك مثلا إن اعتقدت أنك شخص طموح؟
هل سيضرك ذلك في شيء؟ بالطبع لا
طيب هل سينفعك؟ بالتأكيد نعم
فأنت عندما تعتقد في نفسك أنك طموح تجد نفسك التفت لقدرات ذاتية وفرص خارجية لم تكن تلتفت إليها من قبل.

ماذا يضرك إن اعتقدت أن ذاكرتك قوية؟ أو أنك ذكي؟ أو أنك تملك القدرات التي تساعدك في مجال ما؟
ماذا يضرك إن اعتقدت أن الحياة مليئة بالفرص؟ أو أن مجال دراستك مجال متميز؟ أو أو أو؟
ماذا يضرك إن اعتقدت أنه يمكنك الاستفادة من فلان في مجال تخصصه؟ أو أن زملاءك مصدر جيد لمساعدتك في الدراسة؟

صدقني سترى الأمور اختلفت بشكل كبير لم تعتد عليه من قبل وسترى الأبواب تفتح أمامك من حيث لا تدري

فمن الآن قم بعمل قائمة بالمعتقدات التي ترى أنها تنفعك ولا تضرك وحاول أن تقنع نفسك بها من وقت لآخر
قد لا تقتنع بها في بداية الأمر، ولكن مع الوقت والتجربة ستعتنقها بالتأكيد

وفي نفس الوقت ابحث عن المعتقدات التي تعوقك وقل: هذه مجرد اعتقادات، إن كانت صحيحة عندي فهي خاطئة عند غيري، وإن كانت خاطئة عندي فهي صحيحة عند غيري، وأنا فقط الذي يمكنني أن أحدد هل هي صحيحة أم خاطئة
ثم ابدأ في الابتعاد عنها وطردها من ذهنك

ابدأ من الآن وسترى النتيجة قريبا جدا بإذن الله

ملحوظة:
1- كلامي لا يدور حول المعتقدات الدينية وإنما حول الاعتقادات أو القناعات بشكل عام.
2- توجد تقنيات في البرمجة اللغوية العصبية لتبديل المعتقدات بشكل سريع جدا يمكنك البحث عنها أو طلب استشارة من متخصص

تابع القراءه »

كيف نتخلص من قلق الامتحانات؟

0 التعليقات
في هذه الأيام العجاف (أيام الامتحانات) نجد القلق هو بطل الشاشة الأول عند كثير من الطلبة
يصاحبه ارتفاعات وانخفاضات في الضغط والسكر وتناول المكيفات والمنبهات ... والمنومات كذلك!!

للأسف يسيطر القلق فعلا على الطلبة في هذا الأيام وهو بلا شك شعور مزعج
ولو أحببنا أن نتكلم عن القلق فلا يمكننا أن ننظر بعيدا عن المبدع ديل كارنجي في كتابه (دع القلق وابدأ الحياة)
 
 
لو فتحنا كتاب كارنجي لوجدنا أن أول نصيحة فيه لتجنب القلق هي (عش في حدود يومك)

يقول كارنجي أنه حتى يمكنك التخلص من القلق ينبغي عليك أن تعيش في حدود يومك ولا تفكر كثيرا في الغد

طيب وأين التخطيط والرؤية المستقبلية والخطط الاستراتيجية ... إلخ؟
ديل كارنجي هنا لم يعترض على التخطيط للمستقبل وإنما أراد أن ينبهك أنه حتى يمكنك الوصول إلى غد أفضل فلابد أن تعيش اليوم بالشكل المطلوب
لأن اليوم هو الطريق الوحيد للغد
وهناك فرق بين التخطيط للمستقبل وبين الهم للمستقبل
فالتخطيط يصنع الطمأنينة والهم يصنع القلق

هذه الحالات التي تكلم عنها كارنجي نسميها في البرمجة اللغوية العصبية: داخل الزمن وخلال الزمن

داخل الزمن يعني يعيش اللحظة الحالية
خلال الزمن يعني يفكر خلال الزمن الماضي والمستقبل

فالمطلوب حتى تتخلص من القلق أن تشبع أولا حاجتك للعيش خلال الزمن ثم تبدأ في العيش داخل الزمن

فضع أولا مستقبلك ثم عش لحظتك لأن لحظتك هي التي تصنع مستقبلك
وهكذا تعيش الطمأنينة بكل معانيها

كلام جميل ولكن ...
ما علاقة كل هذا بمسألة القلق في الامتحانات؟


أتكلم عن مثال بسيط ثم أوضح العلاقة
كل منا يتعرض أثناء تركيزه في شيء ما إلى خواطر خارجية تعيق تركيزه
ألبرت أينشتاين العالم الفيزيائي الشهير كان من استراتيجياته في التخلص من الخواطر أنه يضع بجانبه دفترا للخواطر
كلما أتت على ذهنه خاطرة أثناء عمله يقيدها في الدفتر ثم يكمل تركيزه في عمله ثم يعود لهذه الخاطرة بعد أن ينهي عمله

هل تعلم أن هذه الخواطر مثلها مثل الطفل الصغير الذي يقوم بالـ (زنّ) من أجل الحصول على لعبة أو أي شيء يريده؟
الخاطرة تريد أن تأخذ حيزا من تفكيرك وأنت لا تعطيها الفرصة، فتكون النتيجة هي الزنّ
فكان ما يصنعه أينشتاين أنه يعطي وعدا للخاطرة أن يعود إليها مرة أخرى عندما ينتهي من عمله، وهكذا تهدأ الخاطرة حتى يأتي موعدها وتأخذ حقها في التفكير والاهتمام

نخرج من الكلام السابق أنه حتى تتخلص من القلق عليك أولا أن تعيش (داخل الزمن) أي تعيش لحظتك الحالية.
طيب وما العمل في الخواطر الزنّانة (التي تريد أن تنقلك خلال الزمن)؟
العمل أن تعطيها وعدا بأن تأخذ نصيبها من التفكير والاهتمام

طيب وما علاقة هذا الكلام بالامتحانات؟
الخواطر الأساسية التي تسبب القلق أيام الامتحانات هي المواد المتبقية التي تحتاج إلى مذاكرة وأنت لم تعطها حقها من الاهتمام بعد

فالعمل بكل بساطة حتى تتخلص من هذا القلق هو أن تعطيها وعدا بأن تأخذ نصيبها

وذلك عن طريق تقييدها في دفتر الخواطر كما كان يفعل أينشتاين، ولكن بشكل أدق؛ وهو عمل جدول دقيق لخطتك الدراسية خلال الأيام المتبقية على الامتحانات
وبمجرد أن تقوم بعمل هذا الجدول الزمني لدراستك في الأيام القادمة وتبدأ في تنفيذ هذا الجدول فأعدك بإذن الله أنك سوف تبحث عن القلق فلن تجده

قد يبدو الأمر بسيطا لكثير من الناس (يعني هو مجرد هذا الجدول؟)
نعم هو في غاية البساطة ولكن لن يشعر أحد بقيمته إلا من بدأ في وضعه وتنفيذه.

في انتظار التطبيق والنتائج، ونسأل الله التوفيق للجميع.

تابع القراءه »

المكسب الثانوي ... العدو المتنكر

1 التعليقات
نظر إلى وجهه في المرآة ذات يوم وبدأ يتذكر معاناته مع أهله وكيف أنهم كانوا سببا في تعاسته
ثم قال: يارب يجيلي سكر عشان الناس دي تحس بيا!!

هذا موقف حقيقي حكاه لي أحد شباب العشرينات والذي يعاني الآن مع مرض السكري بسبب هذه الدعوة التي دعاها على نفسه

هل حدث معك من قبل أنك سمعت عن شخص مريض فمتنيت في نفسك أن تكون مكانه لترتاح قليلا من عناء العمل أو الدراسة؟
تحدث كثيرا أليس كذلك؟
هذا ما نسميه بالمكسب الثانوي Secondary Gain

يأتيك المكسب الثانوي في صورة صديق يريد مصلحتك ولكنه في الحقيقة يحمل أسلحة دمار شامل

أسلحة دمار شامل
 
تخيل الآن حياة هذا الشاب الذي حكيت موقفه في أول الموضوع
هذا الشاب المسكين كان يريد أن يجذب انتباه أهله إليه ويريد أن يوضح كم هو مظلوم معهم، ويريد منهم العطف والحنان.
فكانت النتيجة أنه دعا على نفسه بهذا المرض فأصيب به!
وياليته بعد كل هذا استطاع جذب نظر أهله إليه!!

 
المسكب الثانوي في الحقيقة هو احتياج يحتاجه الشخص يسعى للحصول عليه على حساب نفسه
مثل أن يدخل الشخص في حالة من الاكتئاب أو المرض ليستجلب العطف والحنان من أحد الأشخاص
أو يستمر في أمر يضره ليثبت أنه على صواب أو أنه قوي أو أو إلخ


ولكنه في النهاية مجرد احتياج وأنت ضحيته في الحقيقة

هل تتوقع أن يصل المكسب الثانوي ببعض الأشخاص إلى الجنون؟
مبالغة؟
إذا اقرأ هذه القصة التي حكاها ديل كارنيجي في كتابه (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس)
يقول كارنيجي أنه سأل أحد الأطباء عن سبب إصابة الناس بالجنون
فأجابه الطبيب: "إن كثيرا من الناس الذين يصابون بالجنون يجدون فيه الشعور بالأهمية التي حرموا منها في عالم الحقيقة"
ثم حكى له الطبيب هذه القصة:
"لدي الآن مريضة كان زواجها كارثة، تطلعت للحب والأطفال والمكانة الاجتماعية إلا أن الحياة حطمت كل آمالها، فزوجها لم يحبها، رفض حتى تناول الطعام معها وأجبرها على أن تقدم له وجباته في غرفته بالطابق العلوي، ولم يكن لها أطفال ولا مكانة اجتماعية، لذا أصيبت بالجنون، وفي مخيلتها الآن أنها طلقت زوجها واستردت اسمها كما كان قبل الزواج وأنها متزوجة من أرستقراطي انجليزي، وتصر على مناداتها بليدي سميت، أما بالنسبة للأطفال فإنها تتخيل أن لها طفلا جديدا تحصل عليه كل ليلة؛ في كل مرة أزورها تقول: دكتور، كان لدي مولود الليلة الماضية"

ويتابع الطبيب فيقول: "حتى لو استطعت أن أشفيها من جنونها فلن أفعل ذلك؛ إنها أكثر سعادة وهي في حالة الجنون"
انتهي كلام كارنيجي

انظر كيف يفعل المكسب الثانوي بالناس؟
أعرف الكثير من القصص المأساوية التي بدأت بمكسب ثانوي وانتهت بكارثة

فمن الآن انتبه لنفسك
لا تدع مكسبا ثانويا يدخلك في متاهات وأزمات بتفاهته
لا تسمح أن تدخل في حالة اكتئاب حتى تجذب إليك نظر أحد الأشخاص
لا تسمح أن تضر نفسك بأي شكل من الأشكال من أجل الحصول على أي مكاسب
فصحتك وحياتك أغلى وأهم.

ويبقى سؤال أخير وهو
كيف أتعامل مع المكسب الثانوي في حالة اكتشافه؟
تتعامل معه بأن تبرز مدى تفاهته ومدى ضرره في المستقبل


يمكنك أن تقوم بالآتي:

1- تخيل نفسك بعد بضعة سنوات وقد أطعت هذا المكسب الثانوي وتماديت في السلوك السلبي الذي سببه، هل ترى كيف تأزمت الأوضاع وكيف أنك تخسر المزيد مع مرور الوقت؟
2- تخيل نفسك بعد بضعة سنوات وقد تخلصت من المسكب الثانوي وتخلصت من السلوك السلبي الذي يحاول أن يسببه لك، هل تلاحظ الآن مدى تفاهة ماكنت ستفعله إن أطعت المكسب الثانوي؟ وهل تلاحظ كيف أن حياتك ستصير أفضل وأفضل بعد أن تخلصت منه؟
3- فكر في طريقة عملية وغير ضارة لإشباع هذا المكسب الثانوي.

تخيل معي لو أن شاب العشرينات الذي حكيت قصته كان قد قام بهذا التمرين البسيط أتظن أنه كان سيدعو على نفسه أن يصاب بالسكري؟

إذا كنت تتطلع للمزيد عن كيفية التخلص من المكسب الثانوي يوجد تمرين أعمق في البرمجة اللغوية العصبية اسمه Six Steps Reframing  أو إعادة التأطير ذات الخطوات الستة يمكنك البحث عنه.

 
أتمنى أن تكون فكرة المكسب الثانوي واضحة وأن أكون قد وفقت في توضيح مدى خطورته وأرحب بأي سؤال أو استفسار.

تابع القراءه »

أخرج من إطار المشكلة إلى إطار الحل

2 التعليقات
لما كلمته قال لي كذا وكذا، فقلت له: لا .. وذهبت ... ورجعت، وفلان قال وفلان فعل، وأنا حدث لي .. وفعلت كذا وفشلت .. ولا فائدة .. لقد مللت .. تعبت .. أنا واقع في مشكلة .. أنا مضغوط .. أنا .. أنا .. أنا


قف!
 
stop

كفاك شكوى
كفاك وصفا للمشكلة
كفاك دورانا في دائرة المشكلة فلن تحصد إلا التعب!


كثير من الناس يقعون في هذا الفخ عندما يمرون بمشاكل أو ضغوط في حياتهم ...
يظلون يصفون في المشكلة، وأسباب المشكلة، وأطراف المشكلة، وما ترتب على المشكلة، وماذا أصابهم بعد المشكلة ... ثم ماذا؟
لا يجدون إلا الاكتئاب والنكد والهم الدائم!


تتكلم البرمجة اللغوية العصبية عن شيء يسمى بـ "الأطر" جمع "إطار".
تقول البرمجة إن الإنسان عندما يفكر في أمر ما فإنه يفكر من خلال مجموعة من الأطر وإذا قام الإنسان بتغيير الإطار الذي يفكر من خلاله فإن نظرته للأمور تختلف مع أنه لايزال يفكر في نفس الشيء!

يحكي روبينز أن شركة بيبسي عندما ظهرت في الولايات المتحدة كان عليها أن تواجه شركة كوكاكولا العملاقة ...
وكانت كوكاكولا دائما تتغلب على بيبسي بشعارها الشهير "كوكاكولا هي الأصل".

فترى كيف استطاعت شركة بيبسي أن تتغلب على هذا الشعار؟
قالت بيبسي: إن كانت كوكاكولا هي العراقة فنحن الحداثة والتقدم والشباب!!

انظر كيف تغيرت الأمور!
فقط غيروا النظرة أو بمعنى آخر: "غيروا إطار التفكير".
كانت كوكاكولا هي الأصل ولكنها أصبحت الآن قديمة ونحن الآن رمز التقدم!

وكذلك الإنسان عندما يمر بمشكلة أو ضغوط فإنه ينظر إليها من خلال إطار أو منظور معين ولكنه إذا قام بتغيير الإطار فإن نظرته للأمور تختلف تماما ويستطيع أن يوجد نفسه في وضع يكون فيه هو المتحكم وليس الظروف.

جاءتني استشارة من طالب جامعي يشتكي من تراكم المواد الدراسية عليه ...
وظل طوال كلامه معي يصف كيف أن دراستهم صعبة وأنه لا يستطيع فهمها وأنه تأخر كثيرا وأنه وأنه ... إلخ وطبعا أثناء كلامه هذا دخل في حالة نفسية سيئة لا تساعده بأي شكل من الأشكال.


حاولت استخدام ما يسمى بـ meta model ولكنه كان مصرا على موقفه
فقلت له: طيب. أنت الآن دراستك صعبة، ولا تستطيع فهمها، وتراكمت عليك المواد ووو إلخ
وماذا بعد؟

قال لي: أرسب!
قلت: وهل هذا هو الحل؟
فسكت طويلا وبدأ يفكر من جديد .. تركته وقتها يفكر، ولما رجعت إليه وجدته تغير تماما، وفي النهاية حصل في نتيجة هذا العام على تقدير جيد والحمد لله رب العالمين.

السؤال الآن: ما الذي حدث في تفكيره عندما كلمته بهذا الطريقة؟ وكيف تحول من التفكير في الرسوب إلى المحاولة مرة أخرى؟

كل ما فعلته معه هو أني نقلته من الإطار الذي كان يعيش فيه "إطار المشكلة" إلى ما يسمى في البرمجة بـ "إطار النتيجة" أو ما أسميه أحيانا بـ "إطار الحل".


هذا الإطار يقول لك: إذا أردت أن تستخدمني، فكل ما عليك أن تسأل نفسك "ماذا أريد؟" "ما النتيجة التي أريد الحصول عليها؟"

وبمجرد استخدام هذا الإطار تجد جهدك العقلي توجه إلى التفكير في حل المشكلة والنظر إلى ما تستطيع فعله الآن بدلا من تضييع الوقت في الشكوى التي لا تأتي إلى بالهم والتعب.

هذا الإطار هو الذي استخدمه ديل كارنيجي عندما تكلمنا عن "لا تنتقد" .
وكان قصد كارنجي أنك إذا أردت أن تصل إلى "النتيجة المطلوبة" في علاقاتك مع الناس فإن عليك أن تبتعد عن الانتقاد والتوبيخ لأن ذلك لا يقودك إلى "النتيجة" التي تريدها.

جرب من الآن استخدام هذا الإطار "إطار النتيجة" كلما وقعت في مشكلة أو تحت ضغط ما.
بدلا من أن تفكر في ماذا حدث وماذا  سيحدث، أخرج نفسك من هذا الإطار "إطار المشكلة" وتخلص من أسئلته وتوقعاته، وفكر في : ماذا أريد؟ ما هو الحل؟ ما هي النتيجة التي أريد أن أحصل عليها؟ وسترى بنفسك كيف تغير تفكيرك وكيف تغيرت حالتك النفسية إلى حالة تساعدك على المواجهة والصمود أمام هذه الضغوط.

تابع القراءه »

وراء كل سلوك نية إيجابية !!

0 التعليقات
wanted"بعد أسابيع من البحث شهدت مدينة نيويورك في السابع من شهر مايو 1931 مطاردة عنيفة ومثيرة لقاتل مسلح بمسدسين، أصبح المجرم في موقف حرج بعد أن وقع في شرك في شقة حبيبته في شارع وسيت آند.
ضرب مائة وخمسون رجل شرطة ومخبرا سريا حصارا على سطح الشقة وفتحوا فجوات فيه، وحاولوا إجباره على الخروج حتى بالغاز المسيل للدموع فلم يرتعب ولم يهرب,
شاهد معركة تبادل إطلاق النار عشرة آلاف شخص وهم في حالة فزع، وعندما تم إلقاء القبض على كورلي أعلن ماروني مفتش الشرطة قائلا: إن هذا المجرم كان من أخطر المجرمين الذين تمت مواجهتهم في تاريخ نيويورك.


 
لنتساءل: كيف كان ينظ
ر كورلي إلى نفسه؟
فإنه أثناء قيام الشرطة بإطلاق الرصاص على شقة حبيبته، كتب خطابا بعنوان "إلى من يهمه الأمر" والدم يتدفق من جراحه تاركا أثرا قرمزيا على الورق "تحت معطفي يوجد قلب مرهق، لكنه قلب طيب، قلب لا يلحق الأذى بأحد"


كان كورلي محكوما عليه بالإعدام بالكرسي الكهربائي، وعندما وصل إلى مكان التنفيذ في سنج سنج لم يقل: هذا جزاء قتل الناس، وإنما قال: هذا هو ما لقيته لأجل الدفاع عن نفسي"

كانت هذه قصة المقدمة التي بدأ بها كارنجي الفصل الأول من كتابه تحت عنوان: "إذا أردت جني العسل فلا تركل الخلية"

أثناء قراءتي لهذا الفصل قمت بتغيير عنوانه حسب وجهة نظري إلى: "لكل سلوك نية إيجابية"
وهذه الجملة هي أحد افتراضات البرمجة اللغوية العصبية المعروفة.


يقول هذا الافتراض أنه لا يوجد أحد يفعل شيئا فيه خطأ أو شر لمجرد الخطأ أو الشر.
بل أي أحد وكل أحد يخبيئ في أعماقه نية إيجابية يريد تحقيقها من خلال سلوكه سوءا كان هذا السلوك صحيحا أو خطأ.
طبعا إذا كان السلوك صحيحا فلا داعي لتبرير النية


ولكن ما تفسير أن يقوم أحد بفعل شرير ثم نقول أنه لديه نية إيجابية؟
نعم لديه نية إيجابية، كما رأينا في هذه القصة؛ هو الآن يريد أن يحمي نفسه، يريد أن يحقق ذاته، وفي نفس الوقت لا يريد أن يلحق الأذى بأحد، فهل هذه النية سيئة؟
إلا أن فعله جاء وفقا لقيمه ومعتقداته الشخصية دون النظر إلى قيم عليا ومعتقدات عليا يضعها الدين والمجتمع والفطرة لتتحكم في قيمه ومعتقداته.

السارق الذي يسرق من أجل أن يطعم أبناءه، كان يمكنه أن يعمل ويجتهد ليجد قوته وقوت أولاده ولكن معتقداته وقيمه وجهته إلى السرقة، مع أن نيته إيجابية وفيها خير سواء سرق أو عمل.

فهذا في القتل والسرقة فما ظنك بأفعال الناس العادية التي لا تعجبك؟

ومن هذا المنطلق يقول لك مؤلف الكتاب ديل كارنجي: إذا أردت أن تنجح في علاقاتك مع الناس لا تنتقد!
لا توبخ! لا تستهزيء! وإنما حاول أن تتفهم الشخص الذي أمامك.


انظر إلى النية الإيجابية التي تحركه، وحوّل انتقاداتك إلى تعاطف وتفهم، ومن ثم تستطيع كسب قلبه الذي لم يرد إلا الخير ثم تستطيع بعد ذلك أن تغير السلبيات بطرق أخرى غير النقد والتوبيخ الذي لا يعود إلا بالتنافر وزرع الأحقاد!

يقول كارنجي: "لقد تحتم عليّ أن أبقى فترة طويلة من الزمان كي أدرك حقيقة أن 99% من الناس لا ينتقد أحدهم نفسه إطلاقا مهما كان مخطئا.
لا جدوى من الانتقاد الذي يضع الإنسان في موضع المدافع عن نفسه لتبرير أفعاله ولأن الانتقاد يجرح كبرياءه ويؤذي إحساسه."

تذكرت أثناء هذا الكلام بعض المواقف لنبينا صلى الله عليه وسلم عندما أتاه رجل وقال له: يا رسول الله ائذن لي في الزنا!!
فماذا كان تصرف النبي صلى الله عليه وسلم؟
رجل يريد أن يأخذ رخصة بالزنا من النبي صلى الله عليه وسلم!
فهل نهره ووبخه؟ لا
وإنما قال له: أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟ ... وكذلك الناس لا ترضاه، ثم دعا له.

كذلك الأعرابي الذي بال في المسجد فهمّ به الصحابة، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: دعوه، وأريقوا على بوله سجلا من ماء.
ثم أتى بالأعرابي وسأله عن فعله ثم وجّهه وعلمه آداب المسجد.

يتحدث كارنجي عن عاقبة الانتقاد الحاد فيقول: "الانتقاد اللاذع والمباشر قد يسبب كارثة مثل الانفجار الذي قد تسببه شرارة في مخزن البارود!
الانتقاد الحاد هو الذي جعل توماس هاردي – واحد من أعظم الروائيين الذين أثروا في الأدب الانجليزي – يهجر الرواية إلى الأبد، وهو الذي ساق توماس تشاترتون – الشاعر البريطاني – إلى الانتحار."

ثم يعود فيقول: "من الحماقة أن ننتقد وندين ونشتكي، ومعظمنا يفعل ذلك. ليكن شعارنا التفهم والتسامح مع الآخرين. بدلا من إهانة الناس دعنا نحاول أن نفهمهم؛ هذا مفيد أكثر بكثير من الانتقاد وبالتالي فإنه يولد العاطفة والحب والتسامح."

قبل أن أنهي كلامي أشعر بأحدكم يقول: ولكن النقد اللاذع يأتي أحيانا بنتيجة!
أقول: نعم يأتي بنتيجة "أحيانا" ولكنه خلاف الأصل، ولا يأتي بنتيجة في كل موقف ولا من كل أحد، وإنما له أوقاته الخاصة وشخصياته الخاصة، فما تقبله من والدك أو معلمك لا تقبله من صديقك أو زوجتك .. وكذلك الناس.

وإلى لقاء قريب في حلقة قادمة في فن التعامل مع الناس وكسب الأصدقاء.


تابع القراءه »

طريقة واحدة تجبر أي شخص على أن يفعل أي شيء تريد

2 التعليقات
هناك طريقة واحدة تجبر أي شخص  على أن يفعل أي شيء تريد.
طبعا هذه الطريقة ليست هي بتصويب المسدس إلى صدره أو تهديده بإطلاق الرصاص عليه، وإن كان طفلا فتستطيع أن تجعله يفعل ما تريد بالتهديد أو الضرب، ولكن هذه الطرق لها مضاعفات ومردودات غير مرغوب فيها.



يقول البروفيسور الأمريكي جون ديوي: "إن أعمق دافع في طبيعة الإنسان: هو الرغبة في أن يكون مهما".
يقول لينكولن في أحد خطاباته: "إن كل واحد منا يحب الثناء".
أما وليام جيمس فقد قال: "إن أعمق مبدأ في طبيعة الإنسان هو اللهفة في أن يتم تقديره".

هكذا بدأ كارنيجي الفصل الثاني في كتابه بعنوان "السر الكبير في التعامل مع الناس".

في وجهة نظري – مصطفى حسان – أرى أنه هناك قاعدة أساسية في التعامل مع أي إنسان
هذه القاعدة تقول: "إذا أردت أن تحصل على ما تريد من أي أحد، فعليك أن تعطيه ما يريد".

ليس المقصود بهذه القاعدة الأمور المادية فحسب، وإنما هذه القاعدة تمتد لتشمل أي احتياج إنساني مثل الحب والاستقرار .. إلخ

تكلمنا في مقال سابق عن ما يسمى في البرمجة اللغوية العصبية بـ"القيم" ولكن لا مانع من استعراض سريع آخر.
ما هي القيم؟
القيم عند أي إنسان هي المعاني التي يريد الحصول عليها من وراء أي شيء.
أو بمعنى آخر: هي الدافع أو المحرك الأساسي لأي إنسان في أي شيء يفعله.

أي إنسان منا يريد فعل أي شيء فهو في الحقيقة يريد تحقيق مجموعة من القيم أو المعاني من وراء هذا الشيء
فمثلا: ما الذي يحققه لك العمل؟
يحقق لي دخلا ثابتا، وهذا يحقق لي الاستقرار المالي، ومن ثم أحصل على الاستقرار النفسي، مما يعني أني أحصل على السعادة وراحة البال ... إلخ


كل هذه "قيم" يريد الإنسان تحقيقها من وراء العمل، وينطبق هذا المبدأ على أي شيء تفعله
ما الذي يحققه لك الزواج؟
ما الذي تحققه لك الدراسة؟
ما الذي تحققه لك علاقاتك بأصدقائك؟

الإجابة التي تجيبها على هذه الأسئلة هي ما يسمى بـ "القيم" التي تريد تحقيقها.

وكذلك العلاقات الإنسانية –التي هي موضوعنا في هذه السلسلة- يحقق كل واحد منا من خلالها مجموعة من القيم.
لذلك أرجع وأقول: "إذا أردت أن تحصل على ما تريد من أي أحد، فعليك أن تعطيه ما يريد".
أو بمعنى آخر "إذا أردت أن تحقق قيمك من وراء أي أحد، فعليك أن تحقق له قيمه".

هذا الكلام سنرجع إليه كثيرا إن شاء الله في هذه السلسلة ولكن هذه المرة يتكلم ديل كارنيجي عن قيمة تشترك في أهميتها عند معظم الناس وهي قيمة "حب التقدير والشعور بالأهمية".

فإذا أردت أن تقيم علاقات طيبة أو تتعامل مع الناس بشكل ممتاز فهناك قيمة مشتركة عند معظم الناس تستطيع استخدامها لتكون قد أعطيتهم ما يريدون ومن ثم تحصل على ما تريد.

يختلف الناس في تحقيق شعورهم بالأهمية حسب معقتداتهم وقيمهم الأخرى لذلك يقول كارنيجي: "إن روكفلر مثلا –أغنى رجل في العالم وقتها- حصل على الأهمية عندما أنفق ماله لإقامة مستشفى حديث في بكين بالصين للعناية بملايين الفقراء الذي لم يرهم ولم يروه.

كما أن ديللنجر حصل على شعوره بالأهمية من كونه قاطع طريق وقاتل ولص بنوك، وكان يشعر بالفخر عندما كان رجال الشرطة يطاردونه وهو يقول: أنا ديللنجر".


ثم يقول كارنيجي بعد أن حكى قصة امرأة اختلت عقليا بسبب حاجتها للشعور بالأهمية: "إذا كان بعض الناس متعطشين للشعور بالأهمية لدرجة أنهم يصابون بالجنون للحصول عليها، فتخيل المعجزات التي يمكننا تحقيقها عن طريق إعطائهم الإحساس بهذا الشعور"

والسؤال الآن: كيف تعطي الناس هذا الشعور؟
والجواب: عن طريق الثناء والاعتراف بما يعطي هذا الشخص هذا الشعور، بذكر بعض محاسنه، والثناء عليه بما هو فيه، أو إبداء الإعجاب ببعض أعماله، أو ما يسمى عند الأغلب بـ"المجاملة الحسنة".
والمقصود "بالمجاملة الحسنة" المجاملة الخالية من الزيف والخداع.

الخلاصة: أعطه التقدير وأشعره أنه ذو قيمة بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب وبهذا تكون قد حققت له قيمة عالية جدا عنده، ومن ثم تستطيع أن تحقق جو الألفة المطلوب لعلاقاتك معه.

هذا الكلام يمكنك أن تطبقه سواء في الدعوة أو في علاقات العمل أو أي مجال تحتاج فيه إلى إقامة علاقة مع أي شخص.

ويختم كارنيجي كلامه فيقول:
"قال إميرسون: "كل رجل أقابله أتخيله أعلى مني بصورة ما، وبهذا أتعلم منه".
إذا كان إميرسون صادقا، أليس من المحتمل أن نكون صادقين أكثر منه؟
دعنا نكف عن التفكير في انجازاتنا واحتياجاتنا.
دعنا نحاول توضيح الخصال المحمودة في الإنسان الآخر، ثم نسيان أن ذلك هو التملق، امنح غيرك التقدير الأمين المخلص، ولتكن شجاعا في استحسانك وسخيا في مديحك، ولسوف يقدّر الناس كلماتك ويعتزون بها ويكررونها لسنوات بعد أن تكون قد نسيتها أنت تماما".


اجعل هذه القاعدة في عقلك دائما: " إذا أردت أن تحصل على ما تريد من أي أحد، فعليك أن تعطيه ما يريد"، وابدأ في تطبيقها من الآن وراقب النتائج التي تحصل عليها ولا تنس التوكل على الله والنية الصالحة في جميع أعمالك.

تابع القراءه »

طريقة واحدة تجبر أي شخص على أن يفعل أي شيء تريد

0 التعليقات
هناك طريقة واحدة تجبر أي شخص  على أن يفعل أي شيء تريد.
طبعا هذه الطريقة ليست هي بتصويب المسدس إلى صدره أو تهديده بإطلاق الرصاص عليه، وإن كان طفلا فتستطيع أن تجعله يفعل ما تريد بالتهديد أو الضرب، ولكن هذه الطرق لها مضاعفات ومردودات غير مرغوب فيها.

owned_cat_gun.jpg

يقول البروفيسور الأمريكي جون ديوي: "إن أعمق دافع في طبيعة الإنسان: هو الرغبة في أن يكون مهما".
يقول لينكولن في أحد خطاباته: "إن كل واحد منا يحب الثناء".
أما وليام جيمس فقد قال: "إن أعمق مبدأ في طبيعة الإنسان هو اللهفة في أن يتم تقديره".

هكذا بدأ كارنيجي الفصل الثاني في كتابه بعنوان "السر الكبير في التعامل مع الناس".

في وجهة نظري – مصطفى حسان – أرى أنه هناك قاعدة أساسية في التعامل مع أي إنسان
هذه القاعدة تقول: "إذا أردت أن تحصل على ما تريد من أي أحد، فعليك أن تعطيه ما يريد".

ليس المقصود بهذه القاعدة الأمور المادية فحسب، وإنما هذه القاعدة تمتد لتشمل أي احتياج إنساني مثل الحب والاستقرار .. إلخ


تكلمنا في مقال سابق عن ما يسمى في البرمجة اللغوية العصبية بـ"القيم" ولكن لا مانع من استعراض سريع آخر.
ما هي القيم؟
القيم عند أي إنسان هي المعاني التي يريد الحصول عليها من وراء أي شيء.
أو بمعنى آخر: هي الدافع أو المحرك الأساسي لأي إنسان في أي شيء يفعله.

أي إنسان منا يريد فعل أي شيء فهو في الحقيقة يريد تحقيق مجموعة من القيم أو المعاني من وراء هذا الشيء
فمثلا: ما الذي يحققه لك العمل؟
يحقق لي دخلا ثابتا، وهذا يحقق لي الاستقرار المالي، ومن ثم أحصل على الاستقرار النفسي، مما يعني أني أحصل على السعادة وراحة البال ... إلخ


كل هذه "قيم" يريد الإنسان تحقيقها من وراء العمل، وينطبق هذا المبدأ على أي شيء تفعله
ما الذي يحققه لك الزواج؟
ما الذي تحققه لك الدراسة؟
ما الذي تحققه لك علاقاتك بأصدقائك؟

الإجابة التي تجيبها على هذه الأسئلة هي ما يسمى بـ "القيم" التي تريد تحقيقها.

وكذلك العلاقات الإنسانية –التي هي موضوعنا في هذه السلسلة- يحقق كل واحد منا من خلالها مجموعة من القيم.
لذلك أرجع وأقول: "إذا أردت أن تحصل على ما تريد من أي أحد، فعليك أن تعطيه ما يريد".
أو بمعنى آخر "إذا أردت أن تحقق قيمك من وراء أي أحد، فعليك أن تحقق له قيمه".

هذا الكلام سنرجع إليه كثيرا إن شاء الله في هذه السلسلة ولكن هذه المرة يتكلم ديل كارنيجي عن قيمة تشترك في أهميتها عند معظم الناس وهي قيمة "حب التقدير والشعور بالأهمية".

فإذا أردت أن تقيم علاقات طيبة أو تتعامل مع الناس بشكل ممتاز فهناك قيمة مشتركة عند معظم الناس تستطيع استخدامها لتكون قد أعطيتهم ما يريدون ومن ثم تحصل على ما تريد.

يختلف الناس في تحقيق شعورهم بالأهمية حسب معقتداتهم وقيمهم الأخرى لذلك يقول كارنيجي: "إن روكفلر مثلا –أغنى رجل في العالم وقتها- حصل على الأهمية عندما أنفق ماله لإقامة مستشفى حديث في بكين بالصين للعناية بملايين الفقراء الذي لم يرهم ولم يروه.

كما أن ديللنجر حصل على شعوره بالأهمية من كونه قاطع طريق وقاتل ولص بنوك، وكان يشعر بالفخر عندما كان رجال الشرطة يطاردونه وهو يقول: أنا ديللنجر".


ثم يقول كارنيجي بعد أن حكى قصة امرأة اختلت عقليا بسبب حاجتها للشعور بالأهمية: "إذا كان بعض الناس متعطشين للشعور بالأهمية لدرجة أنهم يصابون بالجنون للحصول عليها، فتخيل المعجزات التي يمكننا تحقيقها عن طريق إعطائهم الإحساس بهذا الشعور"

والسؤال الآن: كيف تعطي الناس هذا الشعور؟
والجواب: عن طريق الثناء والاعتراف بما يعطي هذا الشخص هذا الشعور، بذكر بعض محاسنه، والثناء عليه بما هو فيه، أو إبداء الإعجاب ببعض أعماله، أو ما يسمى عند الأغلب بـ"المجاملة الحسنة".
والمقصود "بالمجاملة الحسنة" المجاملة الخالية من الزيف والخداع.

الخلاصة: أعطه التقدير وأشعره أنه ذو قيمة بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب وبهذا تكون قد حققت له قيمة عالية جدا عنده، ومن ثم تستطيع أن تحقق جو الألفة المطلوب لعلاقاتك معه.

هذا الكلام يمكنك أن تطبقه سواء في الدعوة أو في علاقات العمل أو أي مجال تحتاج فيه إلى إقامة علاقة مع أي شخص.

ويختم كارنيجي كلامه فيقول:
"قال إميرسون: "كل رجل أقابله أتخيله أعلى مني بصورة ما، وبهذا أتعلم منه".
إذا كان إميرسون صادقا، أليس من المحتمل أن نكون صادقين أكثر منه؟
دعنا نكف عن التفكير في انجازاتنا واحتياجاتنا.
دعنا نحاول توضيح الخصال المحمودة في الإنسان الآخر، ثم نسيان أن ذلك هو التملق، امنح غيرك التقدير الأمين المخلص، ولتكن شجاعا في استحسانك وسخيا في مديحك، ولسوف يقدّر الناس كلماتك ويعتزون بها ويكررونها لسنوات بعد أن تكون قد نسيتها أنت تماما".


اجعل هذه القاعدة في عقلك دائما: " إذا أردت أن تحصل على ما تريد من أي أحد، فعليك أن تعطيه ما يريد"، وابدأ في تطبيقها من الآن وراقب النتائج التي تحصل عليها ولا تنس التوكل على الله والنية الصالحة في جميع أعمالك.


تابع القراءه »

الأفلام والأغاني ... ودورهما في برمجة العقل

0 التعليقات

وبينما أنت تستمتع الآن بالاسترخاء والهدوء التام دعنا نستمع إلى المرأة العجوز وهي تحكي حكاية الصياد الذي ذهب إلى الصيد قبل طلوع الفجر وكان معه جراب من الحجارة التي ظل يتسلى برميها في البحر وهو يصطاد حتى إذا أشرقت الشمس ولم يتبق معه إلا حجر واحدة، اكتشف أن هذه ليست حجارة عادية وإنما هي نوع من الأحجار الكريمة، فقال لنفسه: ما مضى مضى، وعليّ أن أستغل هذا الحجر الباقي فيما ينفعني.

كان هذا ببساطة نموذجا تنويميا كان يستخدمه المنوم الإيحائي الشهير: ميلتون إريكسون، حيث كان يعتمد في هذا الأسلوب على خاصية هامة للعقل وهي: الإسقاط

وفكرته أن العقل عندما يكون في حالة من الاسترخاء الشديد فإنه يدخل في حالة تسمى أحيانا بـ(الغشية) التي يكون فيها في أشد حالاته تعلما من القصص.


حيث يميل العقل إلى إسقاط معظم الرموز الموجودة في القصة على واقعه الخاص ... فيضع نفسه مكان هذا الصياد، ويضع إمكانياته مكان هذه الأحجار الكريمة، فيتعلم أنه وإن كان ضيع على نفسه بعض الفرص والإمكانيات في فترات غفلة، فإنه يستطيع أن يستغل ما تبقى ليحقق به أهدافه.


وهذا بالضبط ما يحدث لك عندما تشاهد فيلما أو تتابع مسلسلا أو تستمع إلى أغنية...

ففي ذروة اندماجك مع الفيلم أو الأغنية يدخل عقلك في حالة الـ(الغشية)، ومع وجود القصة في الفيلم أو الأغنية يبدأ العقل في التعلم وإسقاط الرموز الموجودة في هذه القصة على واقعه!!


هل تخيل خطورة وقوة هذا الأمر!؟


فمثلا لو أنك شاهدت فيلما حدثت فيه مشكلة ما وتصرف معها البطل بشكل معين، فإنك إن وقعت في نفس المشكلة فإن أول حل يتجه إليه عقلك هو الحل الذي تعلمه من الفيلم!


وعندما تستمع إلى أغنية مثلا تتكلم عن الخيانة، فإن عقلك يحاول البحث في واقعه عما يوافق هذه الأغنية ليقوم بإسقاطها على الواقع، ثم يعيش مع الأغنية ليتعلم منها كيف يواجه هذه المشكلة!


وبهذا يمارس العقل هوايته المفضلة وهي: الإسقاط.


لذلك قالوا: أعطني شاشة، أعطيك شعبا.

فياترى، ما هي طبيعة الحلول التي نتعلمها من أفلامنا وأغانينا؟


لا تتخيل أنك تستطيع أن تتخلص من سيطرة هذه القصص عليك لأن هذا يحدث بشكل لا واعي، عقلك اللاواعي أو الباطن هو المسؤول عن هذه العملية، يعني أنها تتم بدون وعي منك.


لذلك كن حذرا وحافظ على عقلك، وانتق الوسائل التي تبرمجه بها، ولا تجعله عرضة لكل من أراد التحكم فيه وبرمجته بغير إرادتك.


خاصية الإسقاط لها أيضا تطبيقات مفيدة كثيرة في عالم البرمجة اللغوية العصبية والتنويم الإيحائي، ولعلنا نتعرض للمزيد عن ذلك قريبا بإذن الله.


والآن

هل تذكر بعض الأفلام أو الأغاني أو القصص التي وجدت نفسك تطبق حلولها بدون أن تلاحظ؟


تابع القراءه »

حوار صحفي حول التنمية البشرية

0 التعليقات

تلقيت رسالة قريبا من أخت فاضلة تدرس الإعلام بكلية الآداب جامعة أسيوط تحتوي على مجموعة من الأسئلة حول التنمية البشرية ليتم نشر الإجابة عليها في مجلة تقوم بإعدادها ونشرها.


وبعد إجابتي عليها وجدت من باب تعميم الفائدة أن أنشر هذه الأجوبة لأهمية هذه الأسئلة وترددها على ألسنة وقلوب الكثير من المهتمين بهذا المجال.


ملحوظة: إجاباتي فيها شيء من الاختصار لتجنب الإطالة، وفي الحقيقة كل سؤال يحتاج إلى مقال مستقل، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله!


(1) ماتعريف التنمية البشرية كمفهوم حديث؟


بالنسبة للتنمية البشرية فلا أعلم لها في الحقيقة تعريفا مستقرا، ولكنها عموما مجموعة من العلوم -أغلبها حديثة- تهدف إلى الارتقاء بالذات ومساعدة الإنسان في تحقيق أهدافه وتطوير قدراته الذاتية

فمنها على سبيل المثال علوم نفسية مثل البرمجة اللغوية العصبية

ومنها علوم خاصة بالذاكرة وتحسينها

ومنها علوم لإدارة الذات مثل التخطيط


(2) كمتخصص في هذا العلم .. هل ترى أن له مقدرة فعليه لإحداث التغيير اذا تم الأخذ به ؟


نعم علوم التنمية البشرية باختلاف أنواعها لها مقدرة عالية جدا على إحداث تغييرات في غاية القوة بشرط تقديمها بشكلها العلمي الصحيح بعيدا عن الكلام الحماسي الفارغ والدعايات الكاذبة!

والعلم موجود في مصادره الأجنية الأصلية لمن يريد معرفة العلم الحقيقي من العلم المزيف!


(3) مامدى ثقة الجمهور بعلم التنمية البشريه؟ ولماذا هناك تشكك لدى كثير من الناس حول قدرة التنمية البشرية على إحداث التغيير ؟


بالنسبة لثقة الناس فهذا يتعلق بما عرفوه وطبقوه ووجدوا فيه استفادة حقيقية، وهذا يتوقف بشكل كبير على من قرأوا له أو سمعوا منه، فإن كان مدربا أمينا حريصا على نقل العلم بشكل صحيح فلا شك سيجدون الفائدة بإذن الله ويثقوا في العلم -لأن العلم في ذات نفسه في غاية النفع كما ذكرت سابقا- وإن كان مدربا غير أمين أو ليس عنده العلم الحقيقي ليقدمه فالنتيجة معروفة.


(4) لماذا لايدرس علم التنمية البشرية في المدارس والجامعات إذا كان بالفعل بهذه الأهمية ويستطيع تغيير الكثير للأفضل؟


لأنها أولا (أغلبها) علوم حديثة نسبيا، ودخول العلوم في المسار الأكاديمي ليس بهذه السهولة ويحتاج إلى وقت طويل، فالتنويم الإيحائي مثلا كان يستخدمه فرويد في مطلع القرن العشرين ولم يعتمد أكاديميا إلا في الخمسينيات، كذلك الإبر الصينية يمارسها الصينيون منذ قرون ولم تتعتمد كأداة طبية إلا في القرن العشرين، ثانيا لأنها علوم تدريبية، بمعنى أن أغلبها "وليس كلها" عبارة عن مهارات تنتقل من مدرب إلى متدربين أكثر من الحاجة للتنظير والتقعيد.

وعموما هناك بعض العلوم بدأت تدخل في المسار الأكاديمي بشكل ما، بالإضافة إلى أن الكثير من الأطباء النفسيين بدأوا في الاتجاه لتعلم البرمجة اللغوية العصبية على سبيل المثال.


(5) كم نسبة الاستجابة والتغيير -تقريبا- التي حدثت بالفعل والتي قد تحدث اذا تم الاقتناع بالتنميه البشريه واذا تم تطبيقها في الحياة العمليه؟


نسبة الاستجابة على المستوى الشخصي لا أبالغ إن قلت إنها غير متصورة، وقد رأينا الكثير من الحالات التي تتحول بشكل إيجابي غير مسبوق وغير متصور نتيجة تعلم البرمجة اللغوية العصبية وممارستها وغيرها من العلوم.


(6) التنمية البشرية يراها البعض وكأنها الخلاص للبشرية من همومها وأحزانها ... مارأيك في ذلك ؟


علوم التنمية البشرية الحقيقية ليست مناهج حياة حتى نقول إنها السبيل إلى الخلاص، ولكنها مجرد وسائل للتحسين، مع ضرورة وجود المنهج الحياتي المتمثل عندنا -كمسلمين- في ديننا.

ولكن من منا لا يريد تحسين حالته النفسية ومستوى أدائه في العمل والتخلص من المشاكل النفسية التي يواجهها؟


(7) ماردك على من يقول إن الكثير من المتحدثين في التنمية الذاتية يخلطو هذا الأمر بالإسلام والديانات الأخرى وكأنهم يعطوه شرعية ما؟


من خلال كلامي السابق يتضح أن علوم التنمية البشرية علوم دنيوية في الأساس، نتجت عن الملاحظة والتجربة، ولكن في نفس الوقت لا مانع من وجود بعض من هذه المعلومات أو أساسياتها في تراث أمة من الأمم.

فهذه العلوم -أغلبها- علوم قامت بوضع قواعد لأشياء موجودة بالفعل!

فعلم النحو مثلا هو عبارة عن قواعد لنطق اللغة العربية نطقا صحيحا، مع أن العرب الأقحاح كان يطبقونها بدون أن يدرسوها!

كذلك علوم التنمية البشرية هدفها دراسة التفوق البشري ووضعه في قواعد، والتفوق البشري موجود على مر الزمان بدون أن يدرسه أحد، ولكن العلوم التنموية جاءت لوضع قواعد لهذا التفوق بحيث يمكن لأي أحد أن يطلع عليها ويطبقها.


(8) من رأيك ما المعوقات التي تواجه علم التنمية البشريه أو القائمين على تدريب هذا العلم؟ أو بمعنى آخر ماهي متطلبات هذا العلم لينتشر بشكل أفضل؟


أرى أن من أهم المعوقات هي الادعاءات الفارغة وعدم تقديم العلم الحقيقي من قبل بعض المدربين المتواجدين على الساحة، وهذا كما قلت سابقها يؤدي إلى ضعف ثقة الناس في هذه العلوم مع الوقت، وما ذلك إلا لأنها لم تقدم بشكلها الحقيقي، ولكن إن اهتم المدربون بتقديم الصورة العلمية الصحيحة لهذه العلوم فلا شك أن الأمر سيختلف بشكل كبير بإذن الله.


تابع القراءه »

كيف كنت أعيش قبل أن يظهر الفيس بوك؟

0 التعليقات

هذا السؤال سألته لنفسي منذ عدة أيام عندما بدأت أراقب وقتي وأسأل نفسي: أين يذهب الوقت؟

نفس هذا السؤال جعلني أرجع للوراء قليلا عدة سنوات عندما بدأ يظهر الانترنت في حياتي كشيء أساسي.

فعندما بدأت استخدام الانترنت بشكل يومي كان استخدامي له لمجرد الاطلاع على بعض المنتديات الهامة والدخول في بعض المناقشات المفيدة ولم يكن يتعدى استخدامي له ساعة ونصف إلى ساعتين يوميا على الأكثر!


ومع الوقت بدأت في الدخول في مجال تطوير المواقع بل واحترافه كمجال للعمل، فأدى ذلك بطبيعة الحال إلى المكوث أمام الكمبيوتر الساعات الطوال لدرجة ألا يكون في اليوم سوى الكمبيوتر مع "اقتطاع" ساعات قليلة للصلاة والنوم والأكل!


ثم عندما أخذت قراري بالتوقف عن احتراف مجال تطوير المواقع والتركيز في مجالات معينة وجدت نفسي "بدون وعي" لازلت على نفس الصلة بالكمبيوتر والانترنت، هذا بالإضافة إلى ظهور موقع فيس بوك والخدمات الاجتماعية الرائعة التي يقدمها ... فوجدت نفسي أقضي تقريبا نفس عدد الساعات الذي كنت أقضيه عندما كنت أعمل في تطوير المواقع، ولكن طبعا بدون فائدة تساوي حجم الوقت الضائع!


عندما تعمقت في التفكير في هذه النقطة، وجدت أن كل إنسان منا له "قاعدة انطلاق"، ينطلق منها إلى أي عمل ثم يعود إليها مرة أخرى.


فوجدت من الناس من قاعدة انطلاقه النوم!

فهو ينطلق إلى العمل من قاعدة النوم ثم يرجع لقواعده مرة أخرى عندما ينتهي من العمل.


ومن الطلبة من قاعدة انطلاقه المذاكرة!

ينطلق من المذاكرة للصلاة أو الأكل ثم يرجع إلى قواعده مرة أخرى ويكمل مذاكرته.


ومن الناس من قاعدة انطلاقه العمل!

يترك عمله قليلا ليقضي بعض الأشياء أو يأكل أو يستريح قليلا ثم يعود إلى قاعدته مرة أخرى.


أما أنا فقد كانت قاعدة انطلاقي في الفترة الأخيرة هي الكمبيوتر والانترنت!

أترك الكمبيوتر قليلا للصلاة ثم أعود إليه مرة أخرى.

أترك الكمبيوتر قليلا للأكل ثم أعود إليه مرة أخرى.

أترك الكمبيوتر قليلا للقراءة ثم أعود إليه مرة أخرى.

وهكذا ...


لدرجة أني جعلت كل خططي وجداول أعمالي على الكمبيوتر، ولا أستطيع أن أقوم بأي عمل مخطط إلا عندما أفتح الكمبيوتر وأنظر في جدول الأعمال، وطبعا هذا لا يخلو من الاطلاع على الجديد في الانترنت والحديث مع بعض الأصدقاء على المسنجر ... إلخ


فلما تفكرت في هذا الوضع، وجدت أني أضيع الكثير من الوقت من خلال "انطلاقي من هذه القاعدة."

وخصوصا أنني لم أعد أعمل في مجال تطوير المواقع كما كنت من قبل، والأعمال المهمة التي أقوم بها من خلال الكمبيوتر والانترنت لا تحتاج لكل هذا الوقت الذي أقضيه أمامه!


لما اكتشفت هذه الحقيقة قررت تغيير هذه القاعدة، ووجدت أن أول خطوة أحتاجها هي التخلي عن الكمبيوتر كأداة أساسية لإدارة الوقت.

فكانت أول خطوة فعلتها هي أني قمت بشراء أجندة جديدة لأعتمد عليها في وضع جدول الأعمال.

وبالفعل قمت بتغيير "قاعدة انطلاقي" وجعلتها "النظر في الأجندة"


فأصبحت أنظر في الأجندة ثم أنطلق لإتمام العمل ثم أرجع للأجندة مرة أخرى لأرى العمل القادم.

لا يمنع ذلك بالطبع وجود الانترنت في الأعمال، لكن الأمر الآن أصبح مختلفا بشكل كبير جدا بفضل الله ووجدت استغلالي للوقت وترتيبي للأعمال أصبح أكثر فاعلية.


والآن بعدما أدركنا أهمية قاعدة الانطلاق أتركك لتسأل نفسك: ما هي قاعدة انطلاقي؟

وهل هذه القاعدة تجعلني أستغل وقتي أفضل استغلال أم أحتاج إلى تغييرها؟

وإن كنت أحتاج إلى تغييرها ... فما هي أول خطوة أحتاج لفعلها لتغيير هذه القاعدة؟


تابع القراءه »

هل يستطيع سائق القطار أن يسوق القطار وحده؟

0 التعليقات

هل يستطيع سائق القطار أن يسوق القطار وحده؟

بمعنى آخر ... هل يستطيع السائق أن يغير اتجاه سير القطار؟


والإجابة هي: لا، وإنما يظل القطار "مقيدا" باتجاه القضبان التي يسير عليها، ومهمة السائق هنا فقط هي أن يسير بالقطار على هذه القضبان في الاتجاه الذي وُضع فيه، حتى إذا احتاج السائق أن يغير اتجاهه فإنه لابد أن يتم وضع القطار أولا على قضبان أخرى لها هذا الاتجاه الجديد!

قد يكن من الغريب أن تكتشف أن العقل يعمل بنفس الأسلوب ... أسلوب القطار والسائق!

فالعقل مهمته في التفكير هي أن يفكر في اتجاه "القضبان" التي يتم وضعه عليها، ويظل العقل مقيدا باتجاه هذه القضبان حتى يتم وضعه على قضبان أخرى لها اتجاه مختلف.

فمثلا يمكنك أن تلاحظ جلسة شباب يقومون بالتفكير في مميزات صديق لهم، فتجد كلا منهم يقول ميزة يعرفها عنه، فأحدهم يقول إنه طيب القلب، وآخر يقول إنه على أخلاق عالية، وثالث يقول: عنده شهامة ... حتى إذا بدأ الحديث يتجه إلى ذكر عيوب هذا الصديق تجد كلا منهم أيضا يستخرج ما عنده من عيوب يعرفها عن هذا الشخص! ... فأحدهم يقول إنه بخيل وآخر يقول إنه يائس دائما، وثالث يقول: أناني ... وهكذا!


كيف يستطيع العقل أن يقوم بتغيير تفكيره بهذا الشكل المعاكس؟

كل ما في الأمر أنه تم وضع العقل على قضبان أخرى غير القضبان التي يسير عليها!


وهذا ما تسميه البرمجة اللغوية العصبية بـ "الأطر الذهنية" أو  "mind frames"


كلنا لا شك نقابل مشاكل وعقبات في حياتنا كل يوم، وتختلف قدرات كل منا في حل مشاكله، ومن أهم العوامل التي تؤثر في كيفية تعاملنا مع هذه المشاكل والعقبات هي "الإطار" الذي نتخذه للتعامل مع هذه المشكلة.


فبعض الناس يتخذون "إطار المشكلة" ... فيظلون يفكرون في أسباب المشكلة ونتائج المشكلة وأطراف المشكلة وبالتالي لا يصلون إلى حل!

لأنهم ببساطة وضعوا عقلهم على "قضبان المشكلة" .... فيظل عقلهم مقيدا بهذه القضبان، لأنه مثل القطار مهمته فقط أن يسير على القضبان التي يوضع عليها.


لذلك قامت البرمجة اللغوية العصبية باقتراح بعض "الأطر" أو "القضبان" التي يمكنك أن تضع عقلك عليها لاتخاذ أشكال أخرى من التفكير الإيجابي.


ومن أقوى وأبسط هذه "الأطر" ما يسمى بإطار "كما لو".


يساعد هذا الإطار في اكتشاف حلول جديدة لمشاكلك عن طريق التفكير فيها "كما لو أنك قمت بحلها".


فمثلا إذا وقعت في مشكلة ما (مثل مادة دراسية لا تستطيع التعامل معها، أو خصومة مع شخص تريد مصالحته، أو قرار لا تستطيع اتخاذه في عملك) جرب أن تتخيل نفسك في المستقبل "كما لو" أنك قمت بحل هذه المشكلة فعلا، ثم انظر للخلف واسأل نفسك: ما هي الخطوات التي اتخذتها لحل هذه المشكلة؟


هذه الطريقة البسيطة في التفكير تجعلك ترى الأمور من وجهات مختلفة لم يكن يراها عقلك عندما كان مقيدا بإطار المشكلة.


لا يتخذ إطار "كما لو" شكل الوقت فقط، وإنما يتخذ أربعة أشكال مختلفة:


1- تغيير الوقت:
افترض "كما لو" أنك بعد ستة أشهر أو سنة قد انتهيت من حل هذه المشكلة، ثم انظر للماضي واسأل نفسك: ما هي الخطوات التي اتخذتها لكي أصل إلى هذا الحل؟


2- تغيير الأشخاص:
افترض "كما لو" أن شخصا آخر غيرك هو الذي وقع في هذه المشكلة، فكيف كان سيتمكن من حلها؟


3- تغيير المعلومات:
افترض "كما لو" أنك تمتلك كل المعلومات الكافية لحل هذه المشكلة، فما هي الخطوات التي ستتخذها لحل هذه المشكلة؟


4- تغيير الظروف:
افترض "كما لو" أنك تستطيع تغيير ظرف من الظروف التي تحيط بهذه المشكلة، فكيف سيكون تصرفك في هذه الحالة؟


كما قلت هذا الإطار يساعدك على التفكير بشكل مختلف، يساعدك على وضع عقلك على قضبان جديدة ليسير عليها ويكتشف حلولا جديدة لم يكن يعرفها من قبل.


يمكن استخدام هذا الإطار في أي مجال من المجالات الحياتية سواء في الدراسة أو العمل أو تكوين العلاقات غيرها للوصول دائما إلى حلول وأفكار جديدة للتعامل مع ظروف الحياة المختلفة.


تابع القراءه »

كيف تستفيد من التميه الذاتيه؟

0 التعليقات

questionsمن خلال احتكاكي بمجال التنمية الذاتية منذ حوالي 5 سنوات، وجدت الكثير من التخبط وعدم الوضوح عند كثير من المهتمين بهذا المجال سواء على مستوى المتدربين أو على مستوى المدربين أنفسهم!

فالمتدرب لا يعرف كيف يستفيد ... حضر لبعض المدربين واستفاد بشكل كبير، وحضر للبعض الآخر ولم يستفد شيئا ... قرأ بعض الكتب فوجدها تساوي ذهبا، وقرأ البعض الآخر فوجدها لا تستحق ثمن حبرها ... فلماذا استفاد هنا ولم يستفد هناك؟ وما الفرق بين هذا وذاك؟ ومتى يستفيد وكيف يستفيد؟

أما المدربون فبعض المدربين لا يعرفون ماذا يقدمون، ولا ماذا عليهم أن يقدموا، وما هو تخصصهم بالضبط؟


في هذا المقال بإذن الله سأحاول توضيح بعض هذه الأمور الهامة، ولن يكون هذا المقال الوحيد، وإنما ستكون بإذن الله سلسلة مقالات الغرض منها التوعية تجاه هذا المجال الهام.


فإن كنت مهتما باستثمار وقتك ومالك في استفادة حقيقية، فأرجو أن تنتبه لهذه النقاط الهامة التي سأوضحها لأنها ستفرق معك كثيرا بإذن الله تعالى.


مبدئيا؛ التنمية الذاتية (أفضل كلمة ذاتية عن بشرية) ليست علما محددا وإنما هي مصطلح يضم مجموعة من العلوم والمهارات التي تساعدك على الارتقاء بذاتك وتحسين مستوى آدائك في الحياة بشكل عام، وقد أفردت مقالا عن هذه النقطة بعنوان: حوار صحفي حول التنمية البشرية، يمكنك مراجعته.


ويتم تقديم هذه العلوم والمهارات التنموية من خلال المحاضرات والدورات التدريبية والكتب في ثلاث صور رئيسية:

1- مباديء وقواعد.

2- مهارات.

3- تقنيات.


وسأتكلم عن كل نقطة بالتفصيل


1- المباديء والقواعد.

هذه المباديء والقواعد بعضها مبني على علوم أو دراسات معينة مثل: البرمجة اللغوية العصبية، والدراسات المتعلقة بالذاكرة، وبعض العلوم الإدارية.

وبعضها مبني على خبرات حياتية وحكم ونصائح عامة ولا تنتمي لعلم محدد.


المحفز الشهير: أنتوني روبينز
والذي يقتصر على تقديم هذه المباديء والقواعد بدون أن يعلمك تطبيقاتها يسمى غالبا بـ "متحدث تحفيزي".

هذا المتحدث التحفيزي يقوم بخلط مجموعة من هذه المباديء والقواعد العامة بهدف أن يحفزك ويعلي همتك ويعطيك بعض التنبيهات الهامة ويفتح لك بعض الأبواب للتغيير للأفضل؛


فمثلا يكلمك عن أهمية التفاؤل، أو أهمية التحكم في المشاعر، أو تحقيق الأهداف .. إلخ، فتخرج من عنده بهمة عالية وحب للتغيير، إلا أنه في نفس الوقت لا يعطيك المهارات والتطبيقات العملية التي تساعدك على تحقيق هذا التغيير الذي كلمك عنه.


لذلك تجد بعض المهتمين الذين تقتصر علاقتهم بالتنمية الذاتية على هذه "المحاضرات التحفيزية" يشتكون من عدم استفادتهم بالشكل الذي كانوا يتخيلونه، أو أنهم لم يتعلموا شيئا جديدا، وبعضهم يحكم على مجال التنمية الذاتية كله بأنه مجال غير مفيد.


وعلى النقيض تجد بعض المدّعين يدّعي أنه على اهتمام كبير بالتنمية الذاتية، وإذا سألته: ماهو مدى اهتمامك؟ تفاجأ بقوله إنه حضر محاضرات كثيرة للمتحدث التحفيزي الفلاني!


فكما قلنا إن هذه المحاضرات ليس الهدف منها تعلم علم أو تطبيقات معينة وإنما الهدف منها التحفيز، وهذا شيء مطلوب بلا شك، ولكنه مجرد جزء بسيط من التنمية الذاتية ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل.


2- المهارات.

المباديء والقواعد التي تكلمنا عنها منذ قليل، إذا كانت تنتمي لدراسات أوعلوم معينة فإنها ينتج عنها "مهارات" و "تقنيات".

وهذه هي مهمة "المدرب" وليس "المتحدث التحفيزي"، حيث يقوم المدرب بتدريس علم أو فرع من علم معين ومن ثَم يدربك على بعض المهارات التي نتجت من تطبيق هذه المباديء والقواعد في سياقات حياتية معينة.


فمثلا يكلمك المدرب عن القراءة السريعة؛ ما هي؟ وكيف اكتُشفت؟ وما هي الدراسات التي بنيت عليها؟ ثم يدربك على استخدام مهارة القراءة السريعة وإتقانها.

أو يكلمك عن مهارات الاتصال، وتطبيقات البرمجة اللغوية العصبية فيها، ثم يدربك على كيفية استخدام هذه المهارات في التواصل مع الناس وإقامة علاقات قوية معهم.


هذه المهارات بعضها لا يحتاج إلى ورش عمل، والبعض لابد أن تتدرب عليه في ورشة عمل حتى تتقنه.


3- التقنيات.

وهذه التقنيات مما اشتهرت به البرمجة اللغوية العصبية؛ حيث عرّف باندلر (أحد مؤسسي البرمجة) البرمجة بقوله: "طريقة منهجية في استكشاف النفس البشرية، نتج عنها مجموعة من التقنيات"


والفرق بينها وبين المهارات، أن المهارات تطبقها أثناء احتكاكك بالحياة، وتزود من كفاءة شيء أنت تفعله بالفعل، فمثلا أنت تتواصل مع الناس يوميا، ولكنك تتعلم مهارات لتحسن هذا التواصل.


أما التقنيات فهي مجموعة من الخطوات التطبيقية التي تطبقها لتؤدي إلى تعديل معين؛ فمثلا تقدم لك البرمجة اللغوية العصبية تقنيات في التخلص من الذكريات السلبية، أو التحكم في الحالة النفسية، أو تغيير سلوك أو عادة تفعلها، أو تغيير اعتقاد سلبي تعتقده عن نفسك (مثل أنا ضعيف الحفظ أو بطيء الاستيعاب) ، أو برمجة هدف معين في عقلك ... إلخ


هذه التقنيات تحتاج إلى تطبيقها بشكل معين في جلسة واحدة فتحصل على نتيجتها.


فمثلا تغيير المعتقدات السلبية، تقنية تنفذها بنفسك أو ينفذها لك ممارس برمجة، وبعد أن تطبقها يسألك عن الاعتقاد السلبي الذي كنت تعتقده، فتكتشف أنه قد تغير بالفعل!


لذلك تجد بعض المدربين -وأنا منهم- يضمن لك نتائج الدورة التدريبية التي يقدمها، حيث يقدم لك في الدورة بعض التقنيات التي تحصل من خلالها على النتيجة التي وعدك بها، وهذا هو سر قوة البرمجة اللغوية العصبية.


وسأقوم بإذن الله تعالى بإفراد مقال قادم مستقل عن البرمجة اللغوية العصبية وأهميتها وقوة تطبيقاتها.


إذاً ... هذه هي خلاصة ما تقدمه لك التنمية الذاتية، وهي اختصارا:

1- مباديء وقواعد عامة: مبنية إما على علوم ودراسات أو على نصائح عامة، وإذا خلت من التطبيقات فهي مجرد تحفيز يقدمه متحدث تحفيزي.

2- مهارات: مبنية على هذه القواعد، تستخدمها لتطور من شيء تفعله في حياتك.

3- تقنيات: مجموعة من الخطوات، تنفذها لتحصل على نتيجة معينة.


أتمنى أن تكون الأمور الآن قد اتضحت بشكل أفضل، وبدأت تعرف -كمتدرب- كيف تستفيد ومتى تستفيد من التنمية الذاتية، أما إخواني من الذين يرغبون في احتراف التدريب في هذا المجال، فأرجو أن أكون قد قدمت شيئا مفيدا يوضح لهم الطريق.

وكما قلت إن هذا المقال لن يكون المقال الأخير بإذن الله في هذا الأمر.


وفي انتظار أي استفسارات أو أسئلة حول النقاط المطروحة.


تابع القراءه »

القائد رائد ومكانه الطبيعي هو المقدمة

0 التعليقات
القائد رائد ومكانه الطبيعي هو المقدمة
القائد رائد ومكانه الطبيعي هو المقدمة
القائد رائد ومكانه الطبيعي هو المقدمة
الطموح حق مشروع لجميع البشر، بشرط دفع تكاليفه!
والقيادة تداعب الجميع، ولكن من يؤدي ضرائبها..؟!
سهل جداً أن يستلقي الواحد منا على أريكته، ويرفع عقيرته عالياً وهو يؤكد أنه قادر على تغيير العالم لو مَلَك زِمَامه، ويستطيع إصلاح المجتمع لو أطلقوا يده، ويمكنه بقليل من التدبّر والحنكة فضّ الاشتباك القائم بين الدول والجماعات المختلفة، فقط لو يعطونه الفرصة!
كلنا نستطيع أن نمارس دور النقّاد الذين يقومون بعمل "تشريح" لجثّة الإنجازات، مع افتقاد معظمهم للأهلية والقدرة التي تمكّنهم من إتمام نصف أو حتى جزء ضئيل من العمل الذي أشبعوه نقداً وتقطيعاً!
إن الرواد والقادة والرموز الحقيقيين، قبل أن يطلبوا المنصب، يكون لديهم قناعة تامّة بقدرتهم على الوفاء بأي التزام سيفرضه هذا المنصب عليهم، واستعداد للتضحية قبل غيرهم من الأتباع، ودفع التكاليف كاملة دون نقص وبلا تردد.
يُروى أن الصحابة -رضوان الله عليهم- كان الواحد منهم يربط حجراً على بطنه أيام غزوة الخندق من شدة الجوع؛ فذهب بعضهم إلى القائد صلى الله عليه وسلم يشتكي؛ فابتسم عليه الصلاة والسلام وقال: هوّنوا عليكم.. انظروا، وكشف بطنه الشريف؛ فإذا به يربط حجرين على بطنه الضامرة من شدة الجوع!
فعاد الصحابة إلى أعمالهم وقد تأكّدوا أن في المقدمة قائداً يحمل همّهم قبل همه، ويقوم بأعباء مهمته خير قيام.
إن القائد يا صديقي، هو الذي يتحكّم في الرسائل المرسلة إلى أتباعه، وهو قادر عبر سلوكه على بثّ الوَهَن أو الشجاعة في نفوس جنوده ومواليه.
والعظماء لم يصلوا إلى مراتب العظمة تلك إلا من خلال شجاعة بالغة، وروح وثّابة، وطبيعة مبادرة إيجابية، تضعهم دائماً في المقدمة، وتدفعهم إلى البذل واتخاذ القرارات الصعبة، التي لا يستطيع غيرهم اتخاذها.
يُروى عن الإسكندر الأكبر أنه عند مطاردته للملك "دارا" في الشام، قد أنهكه وجنوده التعب؛ خاصة بعدما أمر جنوده باستكمال المطاردة لمدة أحد عشر يوماً متواصلة؛ فنقص الماء، حتى كاد العطش يفتك بهم، وفكّر كثير منهم في النكوص وإعلان التمرّد والعودة من حيثُ أتوا.
وبينما هم مرابطون يهمسون فيما بينهم بغلظة الإسكندر وكيف يدفعهم إلى الموت عطشاً وتعباً؛ إذ بقافلة تمرّ عليهم، وعندما عَلِمَ مَن في القافلة أن الإسكندر وجيشه يُشرفون على الموت عطشاً؛ ذهب كبيرهم بقربة ماء إلى الإسكندر، وعندما رفع الإسكندر القربة، وجد الأعناق من حوله وقد تطاولت وهي تنظر إلى الماء في شوق، وحينها ردّ قربة الماء إلى الرجل دون أن يشرب منها قطرة، قائلاً: "إنني لو شربت وحدي لانهارت معنويات جيشي".
ولم يكد الجنود يرون تصرّف قائدهم، وقدرته على ضبط نفسه، وشهامته التي منعته من إرواء عطشه دون جنوده، حتى هتفوا له جميعاً، وطالبوه أن يزحف بهم إلى الأمام، وامتطوا خيولهم وهم يشتعلون حماسة وقوة؛ قائلين إنهم ما دام لديهم ملك كهذا؛ فإنهم يتحدَّوْن الظمأ والتعب، وسيطيعون أوامره مهما كانت قوّتها أو قسوتها.
وهذه من ضرائب القيادة التي لا يلقي لها كثير من الأدعياء بالاً؛ أن القائد يشعر أنه ليس بمعزل عن هموم أتباعه؛ فيشقى قبل شقائهم، ويعاني معهم، ولا يطالبهم بشيء لا يقوم هو به.
القائد يجب أن يكون في الصدارة؛ فيضرب الضربة الأولى، ويعطي بسلوكه قبل قوله أعظم دروسه وأصدقها.
لقد ابتلانا الزمان برؤية زعماء يعيشون في بروج عاجية؛ فأصيبت ممالكهم بالوَهَن والضعف، وخسروا ثقة أتباعهم ومَن تحت إمرتهم، وصار كلامهم وأفعالهم محلّ شك وريبة من الجميع!
والقائد الذي أعنيه؛ ليس فقط رئيس دولة أو قائد حرب، إنه أي شخص سُيّر إلى قيادة جماعة؛ سواء كان رئيس حزب، أو قائد كشافة، أو أباً في منزله، أو مديراً في مصلحة حكومية، ويأتمر بأوامره بضعة موظفين، أو حتى صاحب عمل خاص تحت يده القليل من الأشخاص.
القيادة هي القيادة، مرادف للمسئولية والتضحية والعطاء؛ فمن يطلبها يجب أن يتأكد جيّداً من قدرته على دفع تكاليفها.
سل نفسك قبل أن تتطلع لترقية وظيفية: هل أنت ملائم لها؟
قبل أن تتزوج توقّف قليلاً لتتأكد من قدرتك على قيادة البيت، والقيام بمهام زوجتك وأبنائك على أفضل شكل.
فكّر دائماً قبل أن تقول "أنا لها" وتساءل..
هل أنت فعلاً لها؟؟!
والخلاصة: إذا ما طلبت الزعامة، وتاقت نفسك إلى القيادة؛ فاسأل نفسك عن قدرتك على دفع الضرائب؛ فإما أن تكون قادراً فتطلبها، وإما أن تقف على حدود قدراتك، وتعيش في الثوب الذي يصلح لك!
وتذكّر دائماً أن القائد رائد، ومكانه الطبيعي هو المقدمة.

تابع القراءه »

نهر الحياة لا يتوقف عن الجريان

0 التعليقات
نهر الحياة لا يتوقف عن الجريان
نهر الحياة لا يتوقف عن الجريان
نهر الحياة لا يتوقف عن الجريان
رواية "العمر فرصة" تتحدث عنك أنت، وإن اختلف اسمك عن اسم بطل الرواية أو كان مجالك المهني غير مجال تصميم الإعلانات الذي تميّز فيه البطل؛ فهي رواية تنموية لا تكتفي بعرض المشكلة لكنها تقدّم أيضاً بعض الحلول، تابع معنا رحلة هذا الشاب التائه بين عواصف عدم الاستقرار الفكري والعائلي وكيفية وصوله للنجاح.
 الحلقة الأخيرة: 
وتستمر الحياة..

أعدّ نادر تفاصيل الحملة الدعائية لشركة المحمول وقدّمه لرئيسه الذي أعجب به أشد أعجاب، وقام بوضع بعض اللمسات الاحترافية عليه ثم قدّمه للشركة، وبعد ثلاثة أسابيع من تقديم العرض جاء الرد من الشركة المستهدفة بالموافقة على الجزء الخاص بإعلانات الطرق والحملة الصحفية وتأجيل البتّ على الجزء المتعلق بالدعاية الإذاعية والتلفزيونية لحين قياس نتائج الحملة المتعاقد عليها، وكان هذا الخبر السعيد يكفي جداً ليقيم رئيس مجلس الإدارة احتفالاً داخل مقر الشركة.
       
أقيم الاحتفال ظهراً! كما يحدث في الاحتفالات الغربية؛ بينما تعوّدنا -نحن الشرقيون- أن تبدأ حفلاتنا قرب منتصف الليل، وحضَرَته أسرة نادر وأسرة داليا! فقد طلب نادر خطبتها، بعد أن جمعت ساعات العمل الطويلة بينهما؛ فأذابت الاختلافات، وأظهرت التوافق، وشعر  كل منهما أنه وجد نصفه الآخر الذي يبحث عنه.

ووافقت الفتاة، واقترح رئيسهما أن يرتديا دِبَل الخطبة في هذه الاحتفالية، وبعد التفكير وافقا.. ولم لا؟.. ربما تكون هذه هي أول خطبة تتم داخل شركة.

وفي الحفلة ارتدى الفتى الحُلة الداكنة التي كان يتمناها، ومن تحتها رباط العنق الأنيق، وكان يتجول بين الموائد في ثقة ورشاقة يحسد عليها؛ فقد زادت ثقته بنفسه وخصوصاً بعدما أصبح أول من يفي بوعده؛ فقبل الحفلة بيوم واحد اصطحب أصدقاءه للغذاء في مطعم الأسماك الشهير.

ولم يكن غريباً أن يثير تألّقه  قلق والديه عليه.. إلا أن ذلك لم يمنعهما من الفرح والفخر بابنهما الذي أصبح يملك ما يستحق عليه الحسد؛ فالنجاح يعزّز الثقة بالنفس، والثقة بالنفس تُكسب الإنسان مهابة وجمالاً..!

وفي بداية الحفل سرَت الهمسات الساخرة بين المدعوّين عن هذه الخطبة العجيبة وتندّر بعضهم على بُخل شريكيْ الفرحة، ولعن الكبار منهم جنون شباب هذه الأيام.

ووسط معمعة الحفلة شعر نادر بِيَد توضع على كتفه فالتفت ليجد الأستاذ علي يقول مبتسماً:
- أريد أن أختلي بك للحظات.
-  أنا طوع أمرك.
- حسناً.. حاول أن تفرّ من المدعوين ومن عروسك التي ترصدك، والحق بي في مكتبي.

بصعوبة تملّص الشاب من المدعوّين ودلف إلى حجرة المكتب، وجلس أمام الرجل، الذي مد يده ليفتح دُرج مكتبه قائلاً:
- إنما أردت أن أعطيك هدية الخطبة.
وقدّم ورقة إليه؛ فتناولها في شيء من الحيرة والتساؤل عن ماهية هذه الهدية الورقية!

وفي سرعة جرت عيناه على أسطر الورقة ثم فتح فاه في ذهول حقيقي وهتف:
- عقد عمل لمدة خمس سنوات بمرتب رائع، ونسبة عشرين بالمائة من أرباح الحملات التي أشترك في وضع خطتها.. معقول؟!!
- اسمع يا نادر.. أنا لا أمنحك هبة؛ ولكنك صاحب عقل يبدو وكأنه لم يُخلق إلا للعمل في مجال الدعاية والإعلان.. ثم إن موهبتك البارزة سرعان ما ستصبح حديث الوسط الإعلاني، ووقتها سيتهافت أصحاب الشركات الكبرى على استقطابك، وبهذا التعاقد فأنا أمنحك حقّك، وفي نفس الوقت أضمن لنفسي موظفاً مجتهداً وفعالاً، وشريكاً أميناً ومبدعاً.

أجابه الفتى وهو في حالة فريدة من الغبطة:
- لا أعرف ماذا أقول لك.. ولكن ما أستطيع قوله هو أنني سأبذل قصارى جهدي حتى أكون عند حسن ظنك.

قام الرجل يمد يده لمصافحته؛ فصافحه في حفاوة كبيرة ولم يملك نفسه من احتضانه والدموع تنساب من عينيه.. لقد تذكّر الآن سؤاله الذي طرحه عندما قرأ والده إعلان الجريدة لأول مرة، ووجد إجابه شافية له؛ فمازال هناك من يُقدّر المواهب حق تقديرها.

ومع نهاية الحفلة تغيّرت الأفكار، وتحوّل التندر إلى إعجاب بحسن التخطيط، وهنأ المسنون العروسين على جرأتهم، وأقسم بعض شباب الحاضرين على أنه لن يتزوج إلا إذا أتيح لهم إقامة حفلة مماثلة في شركاتهم.

بعد مرور عدة سنوات من الكفاح المتواصل، أصبحت الشركة ذات مكانة مرموقة وسط مثيلاتها في مصر، واستطاعت أن تحصل على بعض الحملات الإعلانية لبعض الشركات العربية الضخمة..

كان النجاح جميلاً، وتفاصيل الكفاح أجمل..




ولم يمنع الكفاح المتواصل بعض الإخفاقات التي حدثت بين الحين والآخر؛ فهكذا تستمر الحياة، بين كفاح طويل، وعرق غزير، ونجاح جميل، لابد أن تتخلله بعض الزلّات.

وأثبت نادر وجوده أكثر، وتوطّدت علاقته بالمهندس علي؛ حتى باتت صداقتهما مضرباً للأمثال،وأصبح يرافقه في جلسات العمل مع العملاء الجدد لتحديد رغباتهم، وعرض ما يناسبهم من أفكار لترويج منتجاتهم.

وفي إحدى الزيارات لعملاء جدد، ذهب نادر بسيارته مباشرة إلى عنوان العميل الجديد على أن يلحق به المهندس علي بعد أن يمرّ على البنك ليتمم إجراءات مهمة.

ووصل الفتى الذي أصبح يجيد القيادة إلى العنوان المنشود في ذلك الحي الجديد على أطراف العاصمة، وعبر بوابة البناية الصخمة في خطوات رشيقة هادئة.

وبنظرات واثقة وقعت عيناه على حارس البناية الذي يرتدي الجلباب ويجلس مسترخياً على أريكته الخشبية.

شعر نادر أن المكان ليس غريباً عليه، وتنبّه للذكرى التي جمعته بهذا المكان من قبل؛ فابتسم  وهو يقول: السلام عليـكم.

وما إن التفت إليه الحارس حتى هبّ واقفاً وهو يردّ في احترام:
-       وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أأمرني يا باشا.

ردّ نادر وقد تواترت الذكريات أمامه وكأنه كان هنا البارحة:
الأمر لله، أريد مكتب شركة النيل للأغذية المجمدة.

أفسح الرجل له الطريق وهو يتقدمه مشيراً إلى غرفة المصعد وهو يقول:
-       الدور الثاني يا باشا، أول شقة جهة اليسار، تفضّل وسوف أستدعي لك المصعد في ثوانٍ.
-       إنني أفضل الصعود على السلم.

هكذا أجابه نادر ولم ينتظر رده، وصعد الدرجات وهو يحمد الله على ما وصل إليه، وعندما وصل للدور الثاني وقبل أن يدلف إلى المكتب، ألحت عليه التفاتة إلى باب المكتب الموجود على يمين السلم؛ فرآه مغلقاً، ويكسو الغبار أجزاء عديدة منه؛ حتى أنه يكاد يطمس العنوان الموجود على اللافتة التي تعلوه؛ مما ينبئ بأن هذه الشركة باتت في طي النسيان.

ولثوانٍ معدودة تسمّر نادر في مكانه، دار خلاله شريط حياته أمامه، من أمل إلى عمل ثم فشل، ونجاح، ثم أمل جديد؛ فحمد الله مرة أخرى على ما قدّره له، ودخل إلى مكتب شركة الأغذية الموجود على يساره، وهو يحاول أن يطرد من ذهنه ذكريات الماضي بحلوها ومرها، ولو مؤقتاً؛ فكي نتواصل مع نهر الحياة الجاري، لابد أن نركّز على اليوم ونتطلع للمستقبل..

فهذا النهر لا يعرف التوقف عن الجريان
ولا الانحراف في بحيرات جانبية
إنما يسير للأمام فقط
وتستمر الحياة..

وكل ما علينا أن نعدّل شراع قاربنا في نفس اتجاهه، إذا أردنا السعادة، وآثرنا الابتعاد عن الشقاء قدر الإمكان.
فلنفعل ما نستطيع..
ولا نحمل أنفسنا ما لا طاقة لنا به.

ولعلّنا نستطيع اقتناص واحدة من الفرص المتاحة لنا..
فالعمر فرصة..

تابع القراءه »

احترس من لسانك!!

2 التعليقات
احترس من لسانك!!
احترس من لسانك!!
احترس من لسانك!!
لم يستطِع الصديق أن يمنع لسانه من إطلاق قذائفه على صاحبه الذي أغضبه، كان كلامه حاداً، قاسياً، حمل كل ما في نفسه من غضب وضيق وحنق.
وعاد كل من الصديقين إلى داره، الغاضب هدأ وعاد لرشده، والمغضوب عليه حزين غير مصدّق أن يؤلمه صديقه بهذه الكلمات القاسية الملتهبة.
 وبعدما عاد للغاضب رشده، ندم وتألّم، وضاقت عليه الدنيا بما رحبت. إن كلامه كان قاسياً جداً، ليت الكلمات تعود مرة أخرى إلى جوف المرء منّا.. هكذا قال لنفسه، وتمنّى في ألم!وقرر الصديق أن يعتذر لصديقه ويستسمحه، وبالفعل ذهب إليه معتذراً ومنكسراً، طالباً منه العفو والغفران، وقَبِل الصديق اعتذار صاحبه، وغفر له قسوة كلامه وشدة عباراته الجارحة.لكن الصديق المعتذر لم يسامح نفسه، وأحسّ أن هناك شيئاً قد انكسر في علاقته بأخيه، حار فكره في كيف يُعيد الماء إلى مجاريها، ويُمزّق تلك الصفحة المؤلمة من دفتر علاقته بصديقه.وذهب إلى رجل حكيم طالما كان يقصده طلباً للمشورة والرأي السديد، فقال له الحكيم: طاوعني فيما أطلب منك، ولك مني النصيحة الصادقة.

فوافقه الصديق النادم بلا إبطاء، فقال له الحكيم: خذ هذا الكيس الصغير، إن به عشرين ريشة من ريش الدجاج، ضع أمام كل بيت من بيوت حارتنا واحدة، ثم عد إليّ.

لم يجادله الرجل في طلبه، بل أجابه وأخذ منه الكيس، وفَعَل ما أمره به الرجل الحكيم.

وعندما عاد له قال له الحكيم: الآن اذهب وعد إليّ بالريش مرة أخرى.

فذهب صاحبنا وعاد والكيس فارغ، فالريش قد أطارتها الرياح بعيداً.

هنا ابتسم الحكيم قائلاً: وكلامنا كالريش، يخرج منا ويطير أبعد مما كنا نظن، ولا نستطيع إرجاعه أو السيطرة عليه ما دام قد فارق شفاهنا.

سهل جداً أن ننثر الريش هنا وهناك، كما أنه سهل كذلك أن نتفوّه بالكلمات والعبارات القاسية، لكننا إذا أحببنا أن نعيد أي منهما مرة ثانية فالأمر ليس بالسهل أو اليسير.

إن الحكمة التي عناها الحكيم هي أن التحكّم في السلوك على صعوبته أيسر مؤنة من إرجاع الكلمة القاسية أو السلوك المندفع.

وأننا إذا أحببنا امتلاك أفئدة الناس، فيجب أن نمرّن أنفسنا على ضبط النفس، والتحكّم في المشاعر والأحاسيس المختلفة.

إن اللسان يجرح الفؤاد كما يجرح السكين جسد المرء منا، وكما أن التئام جرح البدن شيء غير مستغرب، فإن التئام جرح الفؤاد كذلك من الممكن أن يحدث، خاصة إذا صاحبه اعتذار جميل وصفح وقبول للمعاذير، بيد أن الجرح -سواء الجسدي أو الحسي- حتى وإن اندمل، ما يلبث يترك أثراً يدل عليه حتى آخر العمر.

فما الذي يضطرنا إلى ترك آثار سيئة في أفئدة الآخرين، تخبرنا وإياهم كم كنا قساة مخطئين.

تعلّم يا صديقي تلك الحكمة، وتذكّر الريش المتطاير وصعوبة جمعه، ولا تتفوّه أو تفعل ما قد تندم على فعله وتتمنّى إرجاعه.

بقعة ضوء: الحقيقة تظهر مع زلات اللسان.


تابع القراءه »

قصة رمزية عميقة

0 التعليقات
 
قصة رمزية عميقة
يظنّ الواحد منا أن مجرد إغلاق بابه عليه سيجنّبه المخاطر والضغوط
يظنّ الواحد منا أن مجرد إغلاق بابه عليه سيجنّبه المخاطر والضغوط
بعبقرية بالغة، طرح النبي الخاتم محمد -صلى الله عليه وسلم- إحدى أعمق النظريات الإنسانية وأقواها أثراً، والتي من دونها لن يهنأ المجتمع بعيش أو يسعد برخاء..

شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم
-من خلال قصة رمزية عميقة- وصْفَة لإنقاذ أي مجتمع من الضلال والتخبّط والسلبية؛ فهو قال: "مَثَل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قومٍ استهموا على سفينة؛ فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها؛ فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مَرُّوا على من فوقهم فآذوهم؛ فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نصيبنا خرقاً ولم نُؤذِ مَنْ فوقَنا؛ فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوْا ونَجَوْا جميعاً".

بوضوح بالغ يُخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجب على كل واحد فينا أن يهتمّ بما يدور حوله، ويضع يده في يد المُصلحين والحكماء، كي يشكلوا قوة تمكّنهم من ردّ الظالم أو الأحمق أو المفتون.

بلهجة مليئة بالخطورة والتحذير يُهيب بك الرسول صلى الله عليه وسلم ألا تكون من المعسكر السلبي، الذي لا يحرّك ساكناً في الحياة، ويرى مِن حولِه الأخطاء الكثيرة ولا يؤمن بأن له دوراً في إصلاح هذا العيب وتقويمه.

للأسف يظنّ الواحد منا أن مجرد إغلاق بابه عليه، وبُعده عن الانخراط في العمل المجتمعي، سيجنّبه المخاطر والضغوط؛ لكن هيهات ثم هيهات.

الخطر حينما يحين، يلتهم الجميع، والطوفان لا يطرق الباب، والكارثة ستأتي يقيناً ما دام لم يوقفها أحد أو يتصدى لها مُبادر.
والمُصلحون والشرفاء في كل زمان ومكان كانوا -وسيظلّون- صِمَام أمان مجتمعاتهم؛ حتى وإن لم يشعر العامة بحجم ما قدّموه لخدمة المجتمع والإنسانية.

تحكي كتب التاريخ أنه في نهاية القرن السادس قبل الميلاد، أسقطت أثينا الطغاة الذين كانوا يتحكّمون في مصيرها، وأقام شرفاؤها نظاماً ديمقراطياً حافظ على بقائها مملكة للعدل والمساواة عقوداً طويلة.

وكعادة المجتمعات المتحضّرة إنسانياً، كان هناك من يراقب مستوى التطوّر في السلوك الإنساني العام في المجتمع؛ فيقوم الحكماء بدورهم في بحث الخلل ووضع العلاج.

وكان مما أرّق عقلاء أثينا في ذلك الوقت، وجود أشخاص لا يملكون حساً مجتمعياً عالياً؛ فأهدافهم الشخصية هي الأهم، وانخراطهم في الهم العام غير موجود، واهتمامهم بأهداف الدولة ضئيل، كل منهم يضع نُصب عينيه مكسبه الشخصي فلا يرى سواه.

ووجدوا أن هذه الأنانية المفرطة من شأنها أن تضرب أركان الدولة من جذورها؛ فالانحدار الأخلاقي كان -ولا يزال- هو أخطر معاول الهدم لأية أمة.

وفكّر عقلاء أثينا كثيراً في الحل؛ فلا يمكن أن تتم محاسبة الأشخاص على دوافع داخلية، ومن الخطأ أن تتم محاكمة النوايا، مهما كانت واضحة وجليّة.

وبعد طول بحث ودراسة جاءتهم فكرة عبقرية!

وهي أن يكون هناك استفتاء سنوياً يشترك فيه جميع المواطنين؛ فيكتب كل واحد منهم على قطعة فخار اسم شخص الذي يريد نفيه لمدة عشر سنوات خارج البلاد؛ فإذا ما تجمّعت 6000 قطعة فخار تحمل نفس الاسم يتم نفيه، وإراحة البلاد والعباد منه ومن سلوكه غير المسئول.

والمدهش أن هذه الطريقة أتت بنتائج مذهلة، وسجّل التاريخ القديم أن أثينا نفت زعماء وقادة ورجالاً كباراً بهذا الأسلوب!
وسجّل أيضاً أن أثينا لم تسقط إلا بعدما عبِث مَن أرّقتهم تلك الطريقة بالقوانين، وأسقطوا ذلك العقاب العبقري من لائحة العقوبات؛ فأمن اللصوص والدهماء، وهدأ جنانهم، وشاع الفساد، وضاعت أثينا!

إن المجتمع السلبي مجتمع ميت، لا قوة فيه ولا فُتوة، يسهل التلاعب به وتهميشه، والعبث بأمنه واستقراره، هو جنّة للطغاة والجبارين، يقصده الخبثاء وعديمو الشرف؛ فيكون عقاب الله لساكني هذا المجتمع عسيراً، بأن يطلق فيهم يد هؤلاء؛ فيذيقونهم العذاب أشكالاً وألواناً.

بينما المجتمع الإيجابي هو مجتمع صحّي، يتحرك دائماً ليلفظ خبثه، يزمجر ويهيج إذا علا فيه صوت الشر، ولا يهدأ إلا إذا دحره وأعياه.

مجتمع يدرك كل فرد فيه أن الخير يعمّ الجميع، وأن الشرّ يجتاح الجموع؛ فيبدأ كل فرد بنفسه فيقوّمها، ثم يتجه إلى أخيه فيشاركه المصير؛ فيقوّم كل منهما صاحبه وينقده ويصحّح له ما بدا منه من عيب أو خلل، وبتلك الروح الإيجابية ينعم الجميع، وتدبّ القوة والحياة في المجتمع.

وفي كتب التاريخ شواهدي.. فاقرءوها!

بقعة ضوء: نتيجة اللامبالاة تجاه القضايا العامة هو أن يحكمنا رجال سيئون.

"أفلاطون"

تابع القراءه »

من منا لا يريد أن يطوّر من حياته؟

0 التعليقات
من منا لا يريد أن يطوّر من حياته؟
قم بشيء جديد في حياتك
قم بشيء جديد في حياتك
من منا لا يريد أن يطوّر من حياته؟

كما نعلم جميعا, فإن الحياة من حولنا مليئة بالمتغيرات والأحداث المتلاحقة.. لذا فعلينا أن نطوّر من أنفسنا باستمرار, كي نلحق بهذا التطوّر المستمر..

كيف نطوّر من أدائنا في العمل أو الدراسة أو في الحياة عموما؟

1- اكسر الارتباطات القديمة

لكل منا نمط معين من الحياة.. قد نستيقظ من النوم في ساعة معينة, ونقوم بنفس العمل بنفس الطريقة, ونخرج في نفس الأماكن ونقابل نفس الناس.. ثم نعود إلى منازلنا لننام.. كي نبدأ هذه الدورة من جديد في اليوم التالي.

معظم الناس يعيشون في حلقة مفرغة.. في دائرة متكررة يقومون فيها بنفس ما يقومون به في حياتهم.

هذه النشاطات المتكررة تصنع ما يسمى (الارتباطات).. أي أنها أصبحت جزءاً من سلوكنا اليومي وطريقة تفكيرنا ذاتها دون أن ندري!

الخطوة الأولى من أجل التطوير هي: اكسر هذه الارتباطات!

من المهم أن نقوم بشيء جديد من حين لآخر.. حتى وإن كان شيئا بسيطا.

مثال:

تغيير مطعمك المفضل.. أن تشرب مشروبا مختلفا عن مشروبك المعتاد.. كلها خطوات بسيطة, لكنها تكسر هذه الدائرة وتجعلك متقبلا للتغيير في حياتك.. فعلى الرغم من أن هذه الأشياء بسيطة, إلا أنك ستجد مقاومة ما في داخلك حين تغيرها..

فما بالك بتغيير الشركة التي تعمل بها؟؟

أو تغيير مهنتك؟؟

أو تغيير مكان سكنك كي يكون قريبا من عمل بعيد أو في محافظة أخرى؟

من المهم أن نسعى نحو الفرص.. وهذه الفرص لن تأتي لو كانت حياتنا سلسلة من النشاطات المتكررة.. لكن مع كسر الارتباطات المعتادة؛ ستجد نفسك متقبلا لفكرة التجديد.. ومن ثم تقوم بنشاطات مختلفة، تقابل أناسا جددا، تسعى لاقتناص فرص جديدة, دون وجود مقاومة داخلية تجبرك على تكرار ما اعتدت على القيام به من قبل.

قم بشيء جديد في حياتك.. مهما كان صغيرا أو بسيطا.. واجعل أسلوب حياتك الجديد هو أن تجرب شيئا جديدا كل فترة..

فبماذا ستبدأ؟

وحين تقوم بهذا قل لي, كيف كانت تجربتك؟ وماذا لاحظت؟

وللحديث بقية،،،


تابع القراءه »

أنت شخص عدواني بطبعك مما ينفّر الجميع من حولك

1 التعليقات
أنت شخص عدواني بطبعك مما ينفّر الجميع من حولك
أنت شخص عدواني بطبعك مما ينفّر الجميع من حولك
أنت شخص عدواني بطبعك مما ينفّر الجميع من حولك
هل تعلم ما معنى كلمة "عدواني"، هي كلمة تعني أي أذى مادي أو بدني أو معنوي يُلحقه شخص بآخر أو بنفسه هو شخصياً، والعدوانية سلوك مذموم على مَرّ العصور لما له من عواقب وخيمة على الشخص ذاته وعلى من يحيطون به، وإذا كنت تريد أن تتعرف على نفسك أكثر، وتستكشف ما إذا كانت لديك ميول عدوانية أو لا، جاوب على الأسئل
ة التالية:

لحساب نتيجتك:
- أعطِ نفسك درجة واحدة عند اختيارك للإجابة (أ)، ودرجتين عند اختيارك للإجابة (ب)، وثلاث درجات عند اختيارك للإجابة (ج).

1-     هل تحبّ مشاهدة أفلام العنف والرعب وتستمتع بها؟!
أ‌-    لا
ب‌-  أحياناً
ج‌-  نعم

2-     هل تحب أن تُشاهد برامج المصارعة الحرة أو الملاكمة؟!
أ‌-    لا
ب‌-  أحياناً
ج-  نعم

3-     هل تتشاجر كثيراً مع الآخرين، عندما يشتد الخلاف معهم؟!
أ‌-    لا
ب‌-  أحياناً
ج‌-  نعم

4-     هل تحطّم الأشياء التي أمامك عندما تكون غاضباً؟!
أ‌-    لا
ب‌-  أحياناً
ج‌-  نعم

5-     هل تجد متعة في عمل "المقالب" في الآخرين؟!
أ‌-    لا
ب‌-  أحياناً
ج‌-  نعم

6-     هل تسبّ الآخرين عَلَناً عندما تضايق منهم؟!
أ‌-    لا
ب‌-  أحياناً
ج‌-  نعم

7-     هل تسبّ الآخرين في سرّك عندما تتضايق منهم؟!
أ‌-    لا
ب‌-  أحياناً
ج-  نعم

8-     هل تشعر بالغيرة من الآخرين؟!
أ‌-    لا
ب‌-  أحياناً
ج‌-  نعم
9-     هل تحب أن تنتقد الآخرين؟!

أ‌-    لا
ب‌-  أحياناً
ج-  نعم

10-    هل تُسامح الآخرين إذا أخطؤوا في حقّك؟!
أ‌-    نعم
ب‌-  أحياناً
ج‌-  لا

التحليل:

إذا حصلت على مجموع درجات ما بين 10 - 15 درجة:
فأنت إنسان مُسالم ومتسامح مع نفسك ومع الآخرين لأقصى درجة، لست عدوانياً على الإطلاق؛ ولكنك شخصية اجتماعية تحب أن تحافظ على علاقاتك الجيّدة مع الآخرين، وتحاول أن تُحافظ على شعورهم بغضّ النظر عن تصرّفاتهم معك؛ مما يجعل من يتعاملون معك يقدّرونك ويحبون التعامل معك.

إذا حصلت على مجموع درجات ما بين 16 – 22 درجة:
فأنت شخص متوسط العدوانية، تتعامل مع الآخرين على قدر عُدوانيتهم معك، أما إذا واجهْت موقفاً صعباً يهددك أو يشكّل عليك أي خطر؛ فإنك سرعان ما تكشف عن أنيابك ومخالبك لتصد الهجوم، ولكنك بشكل عام لست عدوانياً بطبيعتك.

إذا حصلت على مجموع درجات ما بين 23 – 30 درجة:
 فأنت شخص عدواني بطبعك، تكره التسامح والخضوع والسلمية، وتبدأ بالعدوان أولاً وتتخذه نهجاً وطريقاً، لا لتصدّ به عدوان الآخرين؛ مما ينفّر الجميع من حولك ويخشون من مجرد التحدث معك، لذلك حاول أن تقلّل من عدوانيتك حتى لا تخسر المحيطين، وهذا عن طريق احترام مشاعر الآخرين وخصوصياتهم، وحاول أن تبتعد عن المشاجرات والخلافات.

نقلاً عن كتاب "اختبارات الذكاء والشخصية" للدكتور إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي (بتصرّف)



تابع القراءه »