كيف كنت أعيش قبل أن يظهر الفيس بوك؟

هذا السؤال سألته لنفسي منذ عدة أيام عندما بدأت أراقب وقتي وأسأل نفسي: أين يذهب الوقت؟

نفس هذا السؤال جعلني أرجع للوراء قليلا عدة سنوات عندما بدأ يظهر الانترنت في حياتي كشيء أساسي.

فعندما بدأت استخدام الانترنت بشكل يومي كان استخدامي له لمجرد الاطلاع على بعض المنتديات الهامة والدخول في بعض المناقشات المفيدة ولم يكن يتعدى استخدامي له ساعة ونصف إلى ساعتين يوميا على الأكثر!


ومع الوقت بدأت في الدخول في مجال تطوير المواقع بل واحترافه كمجال للعمل، فأدى ذلك بطبيعة الحال إلى المكوث أمام الكمبيوتر الساعات الطوال لدرجة ألا يكون في اليوم سوى الكمبيوتر مع "اقتطاع" ساعات قليلة للصلاة والنوم والأكل!


ثم عندما أخذت قراري بالتوقف عن احتراف مجال تطوير المواقع والتركيز في مجالات معينة وجدت نفسي "بدون وعي" لازلت على نفس الصلة بالكمبيوتر والانترنت، هذا بالإضافة إلى ظهور موقع فيس بوك والخدمات الاجتماعية الرائعة التي يقدمها ... فوجدت نفسي أقضي تقريبا نفس عدد الساعات الذي كنت أقضيه عندما كنت أعمل في تطوير المواقع، ولكن طبعا بدون فائدة تساوي حجم الوقت الضائع!


عندما تعمقت في التفكير في هذه النقطة، وجدت أن كل إنسان منا له "قاعدة انطلاق"، ينطلق منها إلى أي عمل ثم يعود إليها مرة أخرى.


فوجدت من الناس من قاعدة انطلاقه النوم!

فهو ينطلق إلى العمل من قاعدة النوم ثم يرجع لقواعده مرة أخرى عندما ينتهي من العمل.


ومن الطلبة من قاعدة انطلاقه المذاكرة!

ينطلق من المذاكرة للصلاة أو الأكل ثم يرجع إلى قواعده مرة أخرى ويكمل مذاكرته.


ومن الناس من قاعدة انطلاقه العمل!

يترك عمله قليلا ليقضي بعض الأشياء أو يأكل أو يستريح قليلا ثم يعود إلى قاعدته مرة أخرى.


أما أنا فقد كانت قاعدة انطلاقي في الفترة الأخيرة هي الكمبيوتر والانترنت!

أترك الكمبيوتر قليلا للصلاة ثم أعود إليه مرة أخرى.

أترك الكمبيوتر قليلا للأكل ثم أعود إليه مرة أخرى.

أترك الكمبيوتر قليلا للقراءة ثم أعود إليه مرة أخرى.

وهكذا ...


لدرجة أني جعلت كل خططي وجداول أعمالي على الكمبيوتر، ولا أستطيع أن أقوم بأي عمل مخطط إلا عندما أفتح الكمبيوتر وأنظر في جدول الأعمال، وطبعا هذا لا يخلو من الاطلاع على الجديد في الانترنت والحديث مع بعض الأصدقاء على المسنجر ... إلخ


فلما تفكرت في هذا الوضع، وجدت أني أضيع الكثير من الوقت من خلال "انطلاقي من هذه القاعدة."

وخصوصا أنني لم أعد أعمل في مجال تطوير المواقع كما كنت من قبل، والأعمال المهمة التي أقوم بها من خلال الكمبيوتر والانترنت لا تحتاج لكل هذا الوقت الذي أقضيه أمامه!


لما اكتشفت هذه الحقيقة قررت تغيير هذه القاعدة، ووجدت أن أول خطوة أحتاجها هي التخلي عن الكمبيوتر كأداة أساسية لإدارة الوقت.

فكانت أول خطوة فعلتها هي أني قمت بشراء أجندة جديدة لأعتمد عليها في وضع جدول الأعمال.

وبالفعل قمت بتغيير "قاعدة انطلاقي" وجعلتها "النظر في الأجندة"


فأصبحت أنظر في الأجندة ثم أنطلق لإتمام العمل ثم أرجع للأجندة مرة أخرى لأرى العمل القادم.

لا يمنع ذلك بالطبع وجود الانترنت في الأعمال، لكن الأمر الآن أصبح مختلفا بشكل كبير جدا بفضل الله ووجدت استغلالي للوقت وترتيبي للأعمال أصبح أكثر فاعلية.


والآن بعدما أدركنا أهمية قاعدة الانطلاق أتركك لتسأل نفسك: ما هي قاعدة انطلاقي؟

وهل هذه القاعدة تجعلني أستغل وقتي أفضل استغلال أم أحتاج إلى تغييرها؟

وإن كنت أحتاج إلى تغييرها ... فما هي أول خطوة أحتاج لفعلها لتغيير هذه القاعدة؟


0 التعليقات: