كيف نتخلص من قلق الامتحانات؟

في هذه الأيام العجاف (أيام الامتحانات) نجد القلق هو بطل الشاشة الأول عند كثير من الطلبة
يصاحبه ارتفاعات وانخفاضات في الضغط والسكر وتناول المكيفات والمنبهات ... والمنومات كذلك!!

للأسف يسيطر القلق فعلا على الطلبة في هذا الأيام وهو بلا شك شعور مزعج
ولو أحببنا أن نتكلم عن القلق فلا يمكننا أن ننظر بعيدا عن المبدع ديل كارنجي في كتابه (دع القلق وابدأ الحياة)
 
 
لو فتحنا كتاب كارنجي لوجدنا أن أول نصيحة فيه لتجنب القلق هي (عش في حدود يومك)

يقول كارنجي أنه حتى يمكنك التخلص من القلق ينبغي عليك أن تعيش في حدود يومك ولا تفكر كثيرا في الغد

طيب وأين التخطيط والرؤية المستقبلية والخطط الاستراتيجية ... إلخ؟
ديل كارنجي هنا لم يعترض على التخطيط للمستقبل وإنما أراد أن ينبهك أنه حتى يمكنك الوصول إلى غد أفضل فلابد أن تعيش اليوم بالشكل المطلوب
لأن اليوم هو الطريق الوحيد للغد
وهناك فرق بين التخطيط للمستقبل وبين الهم للمستقبل
فالتخطيط يصنع الطمأنينة والهم يصنع القلق

هذه الحالات التي تكلم عنها كارنجي نسميها في البرمجة اللغوية العصبية: داخل الزمن وخلال الزمن

داخل الزمن يعني يعيش اللحظة الحالية
خلال الزمن يعني يفكر خلال الزمن الماضي والمستقبل

فالمطلوب حتى تتخلص من القلق أن تشبع أولا حاجتك للعيش خلال الزمن ثم تبدأ في العيش داخل الزمن

فضع أولا مستقبلك ثم عش لحظتك لأن لحظتك هي التي تصنع مستقبلك
وهكذا تعيش الطمأنينة بكل معانيها

كلام جميل ولكن ...
ما علاقة كل هذا بمسألة القلق في الامتحانات؟


أتكلم عن مثال بسيط ثم أوضح العلاقة
كل منا يتعرض أثناء تركيزه في شيء ما إلى خواطر خارجية تعيق تركيزه
ألبرت أينشتاين العالم الفيزيائي الشهير كان من استراتيجياته في التخلص من الخواطر أنه يضع بجانبه دفترا للخواطر
كلما أتت على ذهنه خاطرة أثناء عمله يقيدها في الدفتر ثم يكمل تركيزه في عمله ثم يعود لهذه الخاطرة بعد أن ينهي عمله

هل تعلم أن هذه الخواطر مثلها مثل الطفل الصغير الذي يقوم بالـ (زنّ) من أجل الحصول على لعبة أو أي شيء يريده؟
الخاطرة تريد أن تأخذ حيزا من تفكيرك وأنت لا تعطيها الفرصة، فتكون النتيجة هي الزنّ
فكان ما يصنعه أينشتاين أنه يعطي وعدا للخاطرة أن يعود إليها مرة أخرى عندما ينتهي من عمله، وهكذا تهدأ الخاطرة حتى يأتي موعدها وتأخذ حقها في التفكير والاهتمام

نخرج من الكلام السابق أنه حتى تتخلص من القلق عليك أولا أن تعيش (داخل الزمن) أي تعيش لحظتك الحالية.
طيب وما العمل في الخواطر الزنّانة (التي تريد أن تنقلك خلال الزمن)؟
العمل أن تعطيها وعدا بأن تأخذ نصيبها من التفكير والاهتمام

طيب وما علاقة هذا الكلام بالامتحانات؟
الخواطر الأساسية التي تسبب القلق أيام الامتحانات هي المواد المتبقية التي تحتاج إلى مذاكرة وأنت لم تعطها حقها من الاهتمام بعد

فالعمل بكل بساطة حتى تتخلص من هذا القلق هو أن تعطيها وعدا بأن تأخذ نصيبها

وذلك عن طريق تقييدها في دفتر الخواطر كما كان يفعل أينشتاين، ولكن بشكل أدق؛ وهو عمل جدول دقيق لخطتك الدراسية خلال الأيام المتبقية على الامتحانات
وبمجرد أن تقوم بعمل هذا الجدول الزمني لدراستك في الأيام القادمة وتبدأ في تنفيذ هذا الجدول فأعدك بإذن الله أنك سوف تبحث عن القلق فلن تجده

قد يبدو الأمر بسيطا لكثير من الناس (يعني هو مجرد هذا الجدول؟)
نعم هو في غاية البساطة ولكن لن يشعر أحد بقيمته إلا من بدأ في وضعه وتنفيذه.

في انتظار التطبيق والنتائج، ونسأل الله التوفيق للجميع.

0 التعليقات: