أخرج من إطار المشكلة إلى إطار الحل

2 التعليقات
لما كلمته قال لي كذا وكذا، فقلت له: لا .. وذهبت ... ورجعت، وفلان قال وفلان فعل، وأنا حدث لي .. وفعلت كذا وفشلت .. ولا فائدة .. لقد مللت .. تعبت .. أنا واقع في مشكلة .. أنا مضغوط .. أنا .. أنا .. أنا


قف!
 
stop

كفاك شكوى
كفاك وصفا للمشكلة
كفاك دورانا في دائرة المشكلة فلن تحصد إلا التعب!


كثير من الناس يقعون في هذا الفخ عندما يمرون بمشاكل أو ضغوط في حياتهم ...
يظلون يصفون في المشكلة، وأسباب المشكلة، وأطراف المشكلة، وما ترتب على المشكلة، وماذا أصابهم بعد المشكلة ... ثم ماذا؟
لا يجدون إلا الاكتئاب والنكد والهم الدائم!


تتكلم البرمجة اللغوية العصبية عن شيء يسمى بـ "الأطر" جمع "إطار".
تقول البرمجة إن الإنسان عندما يفكر في أمر ما فإنه يفكر من خلال مجموعة من الأطر وإذا قام الإنسان بتغيير الإطار الذي يفكر من خلاله فإن نظرته للأمور تختلف مع أنه لايزال يفكر في نفس الشيء!

يحكي روبينز أن شركة بيبسي عندما ظهرت في الولايات المتحدة كان عليها أن تواجه شركة كوكاكولا العملاقة ...
وكانت كوكاكولا دائما تتغلب على بيبسي بشعارها الشهير "كوكاكولا هي الأصل".

فترى كيف استطاعت شركة بيبسي أن تتغلب على هذا الشعار؟
قالت بيبسي: إن كانت كوكاكولا هي العراقة فنحن الحداثة والتقدم والشباب!!

انظر كيف تغيرت الأمور!
فقط غيروا النظرة أو بمعنى آخر: "غيروا إطار التفكير".
كانت كوكاكولا هي الأصل ولكنها أصبحت الآن قديمة ونحن الآن رمز التقدم!

وكذلك الإنسان عندما يمر بمشكلة أو ضغوط فإنه ينظر إليها من خلال إطار أو منظور معين ولكنه إذا قام بتغيير الإطار فإن نظرته للأمور تختلف تماما ويستطيع أن يوجد نفسه في وضع يكون فيه هو المتحكم وليس الظروف.

جاءتني استشارة من طالب جامعي يشتكي من تراكم المواد الدراسية عليه ...
وظل طوال كلامه معي يصف كيف أن دراستهم صعبة وأنه لا يستطيع فهمها وأنه تأخر كثيرا وأنه وأنه ... إلخ وطبعا أثناء كلامه هذا دخل في حالة نفسية سيئة لا تساعده بأي شكل من الأشكال.


حاولت استخدام ما يسمى بـ meta model ولكنه كان مصرا على موقفه
فقلت له: طيب. أنت الآن دراستك صعبة، ولا تستطيع فهمها، وتراكمت عليك المواد ووو إلخ
وماذا بعد؟

قال لي: أرسب!
قلت: وهل هذا هو الحل؟
فسكت طويلا وبدأ يفكر من جديد .. تركته وقتها يفكر، ولما رجعت إليه وجدته تغير تماما، وفي النهاية حصل في نتيجة هذا العام على تقدير جيد والحمد لله رب العالمين.

السؤال الآن: ما الذي حدث في تفكيره عندما كلمته بهذا الطريقة؟ وكيف تحول من التفكير في الرسوب إلى المحاولة مرة أخرى؟

كل ما فعلته معه هو أني نقلته من الإطار الذي كان يعيش فيه "إطار المشكلة" إلى ما يسمى في البرمجة بـ "إطار النتيجة" أو ما أسميه أحيانا بـ "إطار الحل".


هذا الإطار يقول لك: إذا أردت أن تستخدمني، فكل ما عليك أن تسأل نفسك "ماذا أريد؟" "ما النتيجة التي أريد الحصول عليها؟"

وبمجرد استخدام هذا الإطار تجد جهدك العقلي توجه إلى التفكير في حل المشكلة والنظر إلى ما تستطيع فعله الآن بدلا من تضييع الوقت في الشكوى التي لا تأتي إلى بالهم والتعب.

هذا الإطار هو الذي استخدمه ديل كارنيجي عندما تكلمنا عن "لا تنتقد" .
وكان قصد كارنجي أنك إذا أردت أن تصل إلى "النتيجة المطلوبة" في علاقاتك مع الناس فإن عليك أن تبتعد عن الانتقاد والتوبيخ لأن ذلك لا يقودك إلى "النتيجة" التي تريدها.

جرب من الآن استخدام هذا الإطار "إطار النتيجة" كلما وقعت في مشكلة أو تحت ضغط ما.
بدلا من أن تفكر في ماذا حدث وماذا  سيحدث، أخرج نفسك من هذا الإطار "إطار المشكلة" وتخلص من أسئلته وتوقعاته، وفكر في : ماذا أريد؟ ما هو الحل؟ ما هي النتيجة التي أريد أن أحصل عليها؟ وسترى بنفسك كيف تغير تفكيرك وكيف تغيرت حالتك النفسية إلى حالة تساعدك على المواجهة والصمود أمام هذه الضغوط.

تابع القراءه »

وراء كل سلوك نية إيجابية !!

0 التعليقات
wanted"بعد أسابيع من البحث شهدت مدينة نيويورك في السابع من شهر مايو 1931 مطاردة عنيفة ومثيرة لقاتل مسلح بمسدسين، أصبح المجرم في موقف حرج بعد أن وقع في شرك في شقة حبيبته في شارع وسيت آند.
ضرب مائة وخمسون رجل شرطة ومخبرا سريا حصارا على سطح الشقة وفتحوا فجوات فيه، وحاولوا إجباره على الخروج حتى بالغاز المسيل للدموع فلم يرتعب ولم يهرب,
شاهد معركة تبادل إطلاق النار عشرة آلاف شخص وهم في حالة فزع، وعندما تم إلقاء القبض على كورلي أعلن ماروني مفتش الشرطة قائلا: إن هذا المجرم كان من أخطر المجرمين الذين تمت مواجهتهم في تاريخ نيويورك.


 
لنتساءل: كيف كان ينظ
ر كورلي إلى نفسه؟
فإنه أثناء قيام الشرطة بإطلاق الرصاص على شقة حبيبته، كتب خطابا بعنوان "إلى من يهمه الأمر" والدم يتدفق من جراحه تاركا أثرا قرمزيا على الورق "تحت معطفي يوجد قلب مرهق، لكنه قلب طيب، قلب لا يلحق الأذى بأحد"


كان كورلي محكوما عليه بالإعدام بالكرسي الكهربائي، وعندما وصل إلى مكان التنفيذ في سنج سنج لم يقل: هذا جزاء قتل الناس، وإنما قال: هذا هو ما لقيته لأجل الدفاع عن نفسي"

كانت هذه قصة المقدمة التي بدأ بها كارنجي الفصل الأول من كتابه تحت عنوان: "إذا أردت جني العسل فلا تركل الخلية"

أثناء قراءتي لهذا الفصل قمت بتغيير عنوانه حسب وجهة نظري إلى: "لكل سلوك نية إيجابية"
وهذه الجملة هي أحد افتراضات البرمجة اللغوية العصبية المعروفة.


يقول هذا الافتراض أنه لا يوجد أحد يفعل شيئا فيه خطأ أو شر لمجرد الخطأ أو الشر.
بل أي أحد وكل أحد يخبيئ في أعماقه نية إيجابية يريد تحقيقها من خلال سلوكه سوءا كان هذا السلوك صحيحا أو خطأ.
طبعا إذا كان السلوك صحيحا فلا داعي لتبرير النية


ولكن ما تفسير أن يقوم أحد بفعل شرير ثم نقول أنه لديه نية إيجابية؟
نعم لديه نية إيجابية، كما رأينا في هذه القصة؛ هو الآن يريد أن يحمي نفسه، يريد أن يحقق ذاته، وفي نفس الوقت لا يريد أن يلحق الأذى بأحد، فهل هذه النية سيئة؟
إلا أن فعله جاء وفقا لقيمه ومعتقداته الشخصية دون النظر إلى قيم عليا ومعتقدات عليا يضعها الدين والمجتمع والفطرة لتتحكم في قيمه ومعتقداته.

السارق الذي يسرق من أجل أن يطعم أبناءه، كان يمكنه أن يعمل ويجتهد ليجد قوته وقوت أولاده ولكن معتقداته وقيمه وجهته إلى السرقة، مع أن نيته إيجابية وفيها خير سواء سرق أو عمل.

فهذا في القتل والسرقة فما ظنك بأفعال الناس العادية التي لا تعجبك؟

ومن هذا المنطلق يقول لك مؤلف الكتاب ديل كارنجي: إذا أردت أن تنجح في علاقاتك مع الناس لا تنتقد!
لا توبخ! لا تستهزيء! وإنما حاول أن تتفهم الشخص الذي أمامك.


انظر إلى النية الإيجابية التي تحركه، وحوّل انتقاداتك إلى تعاطف وتفهم، ومن ثم تستطيع كسب قلبه الذي لم يرد إلا الخير ثم تستطيع بعد ذلك أن تغير السلبيات بطرق أخرى غير النقد والتوبيخ الذي لا يعود إلا بالتنافر وزرع الأحقاد!

يقول كارنجي: "لقد تحتم عليّ أن أبقى فترة طويلة من الزمان كي أدرك حقيقة أن 99% من الناس لا ينتقد أحدهم نفسه إطلاقا مهما كان مخطئا.
لا جدوى من الانتقاد الذي يضع الإنسان في موضع المدافع عن نفسه لتبرير أفعاله ولأن الانتقاد يجرح كبرياءه ويؤذي إحساسه."

تذكرت أثناء هذا الكلام بعض المواقف لنبينا صلى الله عليه وسلم عندما أتاه رجل وقال له: يا رسول الله ائذن لي في الزنا!!
فماذا كان تصرف النبي صلى الله عليه وسلم؟
رجل يريد أن يأخذ رخصة بالزنا من النبي صلى الله عليه وسلم!
فهل نهره ووبخه؟ لا
وإنما قال له: أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟ ... وكذلك الناس لا ترضاه، ثم دعا له.

كذلك الأعرابي الذي بال في المسجد فهمّ به الصحابة، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: دعوه، وأريقوا على بوله سجلا من ماء.
ثم أتى بالأعرابي وسأله عن فعله ثم وجّهه وعلمه آداب المسجد.

يتحدث كارنجي عن عاقبة الانتقاد الحاد فيقول: "الانتقاد اللاذع والمباشر قد يسبب كارثة مثل الانفجار الذي قد تسببه شرارة في مخزن البارود!
الانتقاد الحاد هو الذي جعل توماس هاردي – واحد من أعظم الروائيين الذين أثروا في الأدب الانجليزي – يهجر الرواية إلى الأبد، وهو الذي ساق توماس تشاترتون – الشاعر البريطاني – إلى الانتحار."

ثم يعود فيقول: "من الحماقة أن ننتقد وندين ونشتكي، ومعظمنا يفعل ذلك. ليكن شعارنا التفهم والتسامح مع الآخرين. بدلا من إهانة الناس دعنا نحاول أن نفهمهم؛ هذا مفيد أكثر بكثير من الانتقاد وبالتالي فإنه يولد العاطفة والحب والتسامح."

قبل أن أنهي كلامي أشعر بأحدكم يقول: ولكن النقد اللاذع يأتي أحيانا بنتيجة!
أقول: نعم يأتي بنتيجة "أحيانا" ولكنه خلاف الأصل، ولا يأتي بنتيجة في كل موقف ولا من كل أحد، وإنما له أوقاته الخاصة وشخصياته الخاصة، فما تقبله من والدك أو معلمك لا تقبله من صديقك أو زوجتك .. وكذلك الناس.

وإلى لقاء قريب في حلقة قادمة في فن التعامل مع الناس وكسب الأصدقاء.


تابع القراءه »

طريقة واحدة تجبر أي شخص على أن يفعل أي شيء تريد

2 التعليقات
هناك طريقة واحدة تجبر أي شخص  على أن يفعل أي شيء تريد.
طبعا هذه الطريقة ليست هي بتصويب المسدس إلى صدره أو تهديده بإطلاق الرصاص عليه، وإن كان طفلا فتستطيع أن تجعله يفعل ما تريد بالتهديد أو الضرب، ولكن هذه الطرق لها مضاعفات ومردودات غير مرغوب فيها.



يقول البروفيسور الأمريكي جون ديوي: "إن أعمق دافع في طبيعة الإنسان: هو الرغبة في أن يكون مهما".
يقول لينكولن في أحد خطاباته: "إن كل واحد منا يحب الثناء".
أما وليام جيمس فقد قال: "إن أعمق مبدأ في طبيعة الإنسان هو اللهفة في أن يتم تقديره".

هكذا بدأ كارنيجي الفصل الثاني في كتابه بعنوان "السر الكبير في التعامل مع الناس".

في وجهة نظري – مصطفى حسان – أرى أنه هناك قاعدة أساسية في التعامل مع أي إنسان
هذه القاعدة تقول: "إذا أردت أن تحصل على ما تريد من أي أحد، فعليك أن تعطيه ما يريد".

ليس المقصود بهذه القاعدة الأمور المادية فحسب، وإنما هذه القاعدة تمتد لتشمل أي احتياج إنساني مثل الحب والاستقرار .. إلخ

تكلمنا في مقال سابق عن ما يسمى في البرمجة اللغوية العصبية بـ"القيم" ولكن لا مانع من استعراض سريع آخر.
ما هي القيم؟
القيم عند أي إنسان هي المعاني التي يريد الحصول عليها من وراء أي شيء.
أو بمعنى آخر: هي الدافع أو المحرك الأساسي لأي إنسان في أي شيء يفعله.

أي إنسان منا يريد فعل أي شيء فهو في الحقيقة يريد تحقيق مجموعة من القيم أو المعاني من وراء هذا الشيء
فمثلا: ما الذي يحققه لك العمل؟
يحقق لي دخلا ثابتا، وهذا يحقق لي الاستقرار المالي، ومن ثم أحصل على الاستقرار النفسي، مما يعني أني أحصل على السعادة وراحة البال ... إلخ


كل هذه "قيم" يريد الإنسان تحقيقها من وراء العمل، وينطبق هذا المبدأ على أي شيء تفعله
ما الذي يحققه لك الزواج؟
ما الذي تحققه لك الدراسة؟
ما الذي تحققه لك علاقاتك بأصدقائك؟

الإجابة التي تجيبها على هذه الأسئلة هي ما يسمى بـ "القيم" التي تريد تحقيقها.

وكذلك العلاقات الإنسانية –التي هي موضوعنا في هذه السلسلة- يحقق كل واحد منا من خلالها مجموعة من القيم.
لذلك أرجع وأقول: "إذا أردت أن تحصل على ما تريد من أي أحد، فعليك أن تعطيه ما يريد".
أو بمعنى آخر "إذا أردت أن تحقق قيمك من وراء أي أحد، فعليك أن تحقق له قيمه".

هذا الكلام سنرجع إليه كثيرا إن شاء الله في هذه السلسلة ولكن هذه المرة يتكلم ديل كارنيجي عن قيمة تشترك في أهميتها عند معظم الناس وهي قيمة "حب التقدير والشعور بالأهمية".

فإذا أردت أن تقيم علاقات طيبة أو تتعامل مع الناس بشكل ممتاز فهناك قيمة مشتركة عند معظم الناس تستطيع استخدامها لتكون قد أعطيتهم ما يريدون ومن ثم تحصل على ما تريد.

يختلف الناس في تحقيق شعورهم بالأهمية حسب معقتداتهم وقيمهم الأخرى لذلك يقول كارنيجي: "إن روكفلر مثلا –أغنى رجل في العالم وقتها- حصل على الأهمية عندما أنفق ماله لإقامة مستشفى حديث في بكين بالصين للعناية بملايين الفقراء الذي لم يرهم ولم يروه.

كما أن ديللنجر حصل على شعوره بالأهمية من كونه قاطع طريق وقاتل ولص بنوك، وكان يشعر بالفخر عندما كان رجال الشرطة يطاردونه وهو يقول: أنا ديللنجر".


ثم يقول كارنيجي بعد أن حكى قصة امرأة اختلت عقليا بسبب حاجتها للشعور بالأهمية: "إذا كان بعض الناس متعطشين للشعور بالأهمية لدرجة أنهم يصابون بالجنون للحصول عليها، فتخيل المعجزات التي يمكننا تحقيقها عن طريق إعطائهم الإحساس بهذا الشعور"

والسؤال الآن: كيف تعطي الناس هذا الشعور؟
والجواب: عن طريق الثناء والاعتراف بما يعطي هذا الشخص هذا الشعور، بذكر بعض محاسنه، والثناء عليه بما هو فيه، أو إبداء الإعجاب ببعض أعماله، أو ما يسمى عند الأغلب بـ"المجاملة الحسنة".
والمقصود "بالمجاملة الحسنة" المجاملة الخالية من الزيف والخداع.

الخلاصة: أعطه التقدير وأشعره أنه ذو قيمة بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب وبهذا تكون قد حققت له قيمة عالية جدا عنده، ومن ثم تستطيع أن تحقق جو الألفة المطلوب لعلاقاتك معه.

هذا الكلام يمكنك أن تطبقه سواء في الدعوة أو في علاقات العمل أو أي مجال تحتاج فيه إلى إقامة علاقة مع أي شخص.

ويختم كارنيجي كلامه فيقول:
"قال إميرسون: "كل رجل أقابله أتخيله أعلى مني بصورة ما، وبهذا أتعلم منه".
إذا كان إميرسون صادقا، أليس من المحتمل أن نكون صادقين أكثر منه؟
دعنا نكف عن التفكير في انجازاتنا واحتياجاتنا.
دعنا نحاول توضيح الخصال المحمودة في الإنسان الآخر، ثم نسيان أن ذلك هو التملق، امنح غيرك التقدير الأمين المخلص، ولتكن شجاعا في استحسانك وسخيا في مديحك، ولسوف يقدّر الناس كلماتك ويعتزون بها ويكررونها لسنوات بعد أن تكون قد نسيتها أنت تماما".


اجعل هذه القاعدة في عقلك دائما: " إذا أردت أن تحصل على ما تريد من أي أحد، فعليك أن تعطيه ما يريد"، وابدأ في تطبيقها من الآن وراقب النتائج التي تحصل عليها ولا تنس التوكل على الله والنية الصالحة في جميع أعمالك.

تابع القراءه »

طريقة واحدة تجبر أي شخص على أن يفعل أي شيء تريد

0 التعليقات
هناك طريقة واحدة تجبر أي شخص  على أن يفعل أي شيء تريد.
طبعا هذه الطريقة ليست هي بتصويب المسدس إلى صدره أو تهديده بإطلاق الرصاص عليه، وإن كان طفلا فتستطيع أن تجعله يفعل ما تريد بالتهديد أو الضرب، ولكن هذه الطرق لها مضاعفات ومردودات غير مرغوب فيها.

owned_cat_gun.jpg

يقول البروفيسور الأمريكي جون ديوي: "إن أعمق دافع في طبيعة الإنسان: هو الرغبة في أن يكون مهما".
يقول لينكولن في أحد خطاباته: "إن كل واحد منا يحب الثناء".
أما وليام جيمس فقد قال: "إن أعمق مبدأ في طبيعة الإنسان هو اللهفة في أن يتم تقديره".

هكذا بدأ كارنيجي الفصل الثاني في كتابه بعنوان "السر الكبير في التعامل مع الناس".

في وجهة نظري – مصطفى حسان – أرى أنه هناك قاعدة أساسية في التعامل مع أي إنسان
هذه القاعدة تقول: "إذا أردت أن تحصل على ما تريد من أي أحد، فعليك أن تعطيه ما يريد".

ليس المقصود بهذه القاعدة الأمور المادية فحسب، وإنما هذه القاعدة تمتد لتشمل أي احتياج إنساني مثل الحب والاستقرار .. إلخ


تكلمنا في مقال سابق عن ما يسمى في البرمجة اللغوية العصبية بـ"القيم" ولكن لا مانع من استعراض سريع آخر.
ما هي القيم؟
القيم عند أي إنسان هي المعاني التي يريد الحصول عليها من وراء أي شيء.
أو بمعنى آخر: هي الدافع أو المحرك الأساسي لأي إنسان في أي شيء يفعله.

أي إنسان منا يريد فعل أي شيء فهو في الحقيقة يريد تحقيق مجموعة من القيم أو المعاني من وراء هذا الشيء
فمثلا: ما الذي يحققه لك العمل؟
يحقق لي دخلا ثابتا، وهذا يحقق لي الاستقرار المالي، ومن ثم أحصل على الاستقرار النفسي، مما يعني أني أحصل على السعادة وراحة البال ... إلخ


كل هذه "قيم" يريد الإنسان تحقيقها من وراء العمل، وينطبق هذا المبدأ على أي شيء تفعله
ما الذي يحققه لك الزواج؟
ما الذي تحققه لك الدراسة؟
ما الذي تحققه لك علاقاتك بأصدقائك؟

الإجابة التي تجيبها على هذه الأسئلة هي ما يسمى بـ "القيم" التي تريد تحقيقها.

وكذلك العلاقات الإنسانية –التي هي موضوعنا في هذه السلسلة- يحقق كل واحد منا من خلالها مجموعة من القيم.
لذلك أرجع وأقول: "إذا أردت أن تحصل على ما تريد من أي أحد، فعليك أن تعطيه ما يريد".
أو بمعنى آخر "إذا أردت أن تحقق قيمك من وراء أي أحد، فعليك أن تحقق له قيمه".

هذا الكلام سنرجع إليه كثيرا إن شاء الله في هذه السلسلة ولكن هذه المرة يتكلم ديل كارنيجي عن قيمة تشترك في أهميتها عند معظم الناس وهي قيمة "حب التقدير والشعور بالأهمية".

فإذا أردت أن تقيم علاقات طيبة أو تتعامل مع الناس بشكل ممتاز فهناك قيمة مشتركة عند معظم الناس تستطيع استخدامها لتكون قد أعطيتهم ما يريدون ومن ثم تحصل على ما تريد.

يختلف الناس في تحقيق شعورهم بالأهمية حسب معقتداتهم وقيمهم الأخرى لذلك يقول كارنيجي: "إن روكفلر مثلا –أغنى رجل في العالم وقتها- حصل على الأهمية عندما أنفق ماله لإقامة مستشفى حديث في بكين بالصين للعناية بملايين الفقراء الذي لم يرهم ولم يروه.

كما أن ديللنجر حصل على شعوره بالأهمية من كونه قاطع طريق وقاتل ولص بنوك، وكان يشعر بالفخر عندما كان رجال الشرطة يطاردونه وهو يقول: أنا ديللنجر".


ثم يقول كارنيجي بعد أن حكى قصة امرأة اختلت عقليا بسبب حاجتها للشعور بالأهمية: "إذا كان بعض الناس متعطشين للشعور بالأهمية لدرجة أنهم يصابون بالجنون للحصول عليها، فتخيل المعجزات التي يمكننا تحقيقها عن طريق إعطائهم الإحساس بهذا الشعور"

والسؤال الآن: كيف تعطي الناس هذا الشعور؟
والجواب: عن طريق الثناء والاعتراف بما يعطي هذا الشخص هذا الشعور، بذكر بعض محاسنه، والثناء عليه بما هو فيه، أو إبداء الإعجاب ببعض أعماله، أو ما يسمى عند الأغلب بـ"المجاملة الحسنة".
والمقصود "بالمجاملة الحسنة" المجاملة الخالية من الزيف والخداع.

الخلاصة: أعطه التقدير وأشعره أنه ذو قيمة بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب وبهذا تكون قد حققت له قيمة عالية جدا عنده، ومن ثم تستطيع أن تحقق جو الألفة المطلوب لعلاقاتك معه.

هذا الكلام يمكنك أن تطبقه سواء في الدعوة أو في علاقات العمل أو أي مجال تحتاج فيه إلى إقامة علاقة مع أي شخص.

ويختم كارنيجي كلامه فيقول:
"قال إميرسون: "كل رجل أقابله أتخيله أعلى مني بصورة ما، وبهذا أتعلم منه".
إذا كان إميرسون صادقا، أليس من المحتمل أن نكون صادقين أكثر منه؟
دعنا نكف عن التفكير في انجازاتنا واحتياجاتنا.
دعنا نحاول توضيح الخصال المحمودة في الإنسان الآخر، ثم نسيان أن ذلك هو التملق، امنح غيرك التقدير الأمين المخلص، ولتكن شجاعا في استحسانك وسخيا في مديحك، ولسوف يقدّر الناس كلماتك ويعتزون بها ويكررونها لسنوات بعد أن تكون قد نسيتها أنت تماما".


اجعل هذه القاعدة في عقلك دائما: " إذا أردت أن تحصل على ما تريد من أي أحد، فعليك أن تعطيه ما يريد"، وابدأ في تطبيقها من الآن وراقب النتائج التي تحصل عليها ولا تنس التوكل على الله والنية الصالحة في جميع أعمالك.


تابع القراءه »